منذ وفاة جلال الدين الرومي في عام 1273، ومواليه من الدراويش ينظمون احتفالاً سنوياً له يظل لمدة عشرة أيام، يحاولون فيه جذب الحاضرين والمشاركين نحو الإحساس الصوفي.
يرتدي الرجال الجلباب الأبيض والقبعات المغزولة العالية ويدورون في دوائر وحلقات متواصلة تدير رأس من يشاهد. وحسب التعاليم والممارسات التي تركها الرومي لأتباعه فإن هذا الاحتفال والدوران لمدة عشرة أيام سوف يضع المريد المشارك في حالة من الإخلاص والقوة والشفافية.
قدّم الرومي فكرة العبادة عن طريق الدوران حول النفس بوصفها وسيلة لتحقيق الانسجام الداخلي والتوحد مع الإله، ودعا لهذه الطريقة حتى ولدت حركة دراويش المولوية والمعروفة أيضاً بنظام المولوية، وتكريماً من جانب أتباعه ظل المريدون المنضمون لدراويش المولوية على مدى أكثر من سبعة قرون يقيمون هذا الاحتفال وتحديداً منذ 17 ديسمبر/ كانون الأول 1273.
يقام المهرجان في مدينة قونية وهي المدينة رقم سبعة بين المدن الأكبر في تركيا والتي يقطنها المتدينون والأكثر محافظة على التعاليم القديمة، فالمدينة ذات المليون نسمة لا توجد بها حانات، والمطاعم لا تقدم الكحوليات، والأغلبية الساحقة من النساء يرتدين الحجاب. بينما العمارة في المدينة تأتي من العهد السلجوقي وتحديداً من القرن الثالث عشر في الفترة التي عاش فيها جلال الدين الرومي. بينما تحاكي المباني الحديثة عمارة السبعينيات والثمانينيات.
يحضر المهرجان كل عام حوالى 100 ألف شخص معظمهم من تركيا، وفي المركز الثقافي للمولوية يدور الراقصون وهم يحملون تنورات تتراقص تحت ألوان القاعة التي تتسع لنحو ألفي شخص، وهي التي بنيت خصيصاً للدراويش الراقصين. ويشبه الحاضرون ما يحدث بأنه محاولة للحصول على أعلى مستوى من التواصل السلس الأنيق مع الإله عبر إحساس يترك النشوة بالنفس. يدور المولوية وأيديهم مضمومة لصدورهم ثم في لحظة واحدة يرفعون اليد اليمنى نحو السماء واليسرى نحو الأرض فتتشكل ما يشبه الزهرة الدوارة من واحد منهم. ولجمال مشهد الراقصين الدراويش وضع اليونسكو الاحتفال على قائمة روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية.
ولد جلال الدين الرومي في أفغانستان وقضى وقتًا طويلاً، في بلاد فارس – إيران حالياً – قبل أن ينتقل إلى قونية عندما دعي والده ليكون عالماً دينياً في قونية. تحوّل الرومي للبحث عن السلام الداخلي لنفسه واتجه لتدريس السلام والمحبة والتسامح واستطاع أن يؤثر كثيراً في المحيطين به من سكان مدينته، حتى شهد له أتباعه المتعلمون بأنه حكيم عصره. بينما ادعى بعض غير المتعلمين من أتباعه بأنه نبي مرسل. وتغيرت حياة الرومي بعد علاقته بالصوفي المتجوّل الطاعن في السن شمس تبريز، ولكن شمس لم يوافق عليه أتباع الرومي ويقال إنهم قتلوه ليبعدوه عن شيخهم الرومي.
تقول المولوية، إن مجرد الحضور للمهرجان يعلم الناس الكثير عن الإسلام الحديث، فالاحتفال وإن كان مخصصًا لما يسمونه بزفاف الرومي للسماء، فإن الدراويش يعتقدون أنه ليالٍ يقضونها في التسامي والتصالح مع النفس ومحاولة الوصول للحقيقة عبر سُكر الدوران وإدارة العقل.
اقــرأ أيضاً
يرتدي الرجال الجلباب الأبيض والقبعات المغزولة العالية ويدورون في دوائر وحلقات متواصلة تدير رأس من يشاهد. وحسب التعاليم والممارسات التي تركها الرومي لأتباعه فإن هذا الاحتفال والدوران لمدة عشرة أيام سوف يضع المريد المشارك في حالة من الإخلاص والقوة والشفافية.
قدّم الرومي فكرة العبادة عن طريق الدوران حول النفس بوصفها وسيلة لتحقيق الانسجام الداخلي والتوحد مع الإله، ودعا لهذه الطريقة حتى ولدت حركة دراويش المولوية والمعروفة أيضاً بنظام المولوية، وتكريماً من جانب أتباعه ظل المريدون المنضمون لدراويش المولوية على مدى أكثر من سبعة قرون يقيمون هذا الاحتفال وتحديداً منذ 17 ديسمبر/ كانون الأول 1273.
يقام المهرجان في مدينة قونية وهي المدينة رقم سبعة بين المدن الأكبر في تركيا والتي يقطنها المتدينون والأكثر محافظة على التعاليم القديمة، فالمدينة ذات المليون نسمة لا توجد بها حانات، والمطاعم لا تقدم الكحوليات، والأغلبية الساحقة من النساء يرتدين الحجاب. بينما العمارة في المدينة تأتي من العهد السلجوقي وتحديداً من القرن الثالث عشر في الفترة التي عاش فيها جلال الدين الرومي. بينما تحاكي المباني الحديثة عمارة السبعينيات والثمانينيات.
يحضر المهرجان كل عام حوالى 100 ألف شخص معظمهم من تركيا، وفي المركز الثقافي للمولوية يدور الراقصون وهم يحملون تنورات تتراقص تحت ألوان القاعة التي تتسع لنحو ألفي شخص، وهي التي بنيت خصيصاً للدراويش الراقصين. ويشبه الحاضرون ما يحدث بأنه محاولة للحصول على أعلى مستوى من التواصل السلس الأنيق مع الإله عبر إحساس يترك النشوة بالنفس. يدور المولوية وأيديهم مضمومة لصدورهم ثم في لحظة واحدة يرفعون اليد اليمنى نحو السماء واليسرى نحو الأرض فتتشكل ما يشبه الزهرة الدوارة من واحد منهم. ولجمال مشهد الراقصين الدراويش وضع اليونسكو الاحتفال على قائمة روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية.
ولد جلال الدين الرومي في أفغانستان وقضى وقتًا طويلاً، في بلاد فارس – إيران حالياً – قبل أن ينتقل إلى قونية عندما دعي والده ليكون عالماً دينياً في قونية. تحوّل الرومي للبحث عن السلام الداخلي لنفسه واتجه لتدريس السلام والمحبة والتسامح واستطاع أن يؤثر كثيراً في المحيطين به من سكان مدينته، حتى شهد له أتباعه المتعلمون بأنه حكيم عصره. بينما ادعى بعض غير المتعلمين من أتباعه بأنه نبي مرسل. وتغيرت حياة الرومي بعد علاقته بالصوفي المتجوّل الطاعن في السن شمس تبريز، ولكن شمس لم يوافق عليه أتباع الرومي ويقال إنهم قتلوه ليبعدوه عن شيخهم الرومي.
تقول المولوية، إن مجرد الحضور للمهرجان يعلم الناس الكثير عن الإسلام الحديث، فالاحتفال وإن كان مخصصًا لما يسمونه بزفاف الرومي للسماء، فإن الدراويش يعتقدون أنه ليالٍ يقضونها في التسامي والتصالح مع النفس ومحاولة الوصول للحقيقة عبر سُكر الدوران وإدارة العقل.