شهدت المعارك بين الحوثيين ومقاتلين سلفيين تابعين للقبائل، تحولاً دراماتيكياً، مع تطويق مقاتلي جماعة "أنصار الله" التابعة للزعيم عبد الملك الحوثي إلى محافظة عمران وقطع الطريق بينها وبين العاصمة صنعاء التي باتت على بعد عشرات الكيلومترات من المسلحين.
وذكرت مصادر يمنية أن "مسلحي الحوثي سيطروا على الخط الرئيسي من مدينة ثلا التاريخية إلى ما بعد قاع المنقب في منطقة همدان، وقاموا بتفجير دار القرآن في قرية الصرم بمنطقة حبابة، وتفجير منزل الزعيم القبلي البارز قناف القحيط".
وأكدت المصادر في محافظة عمران لـ"العربي الجديد"، أن "الحوثيين تقدموا إلى منطقة همدان الواقعة بين عمران وصنعاء، وسيطروا على منطقة الصرم وفجروا مدرسة طارق بن زياد لتحفيظ القرآن بحجة أنها معقل لحزب الإصلاح، وذلك رداً على مقتل ثلاثة من مسلحيهم في المنطقة".
وتواصل "العربي الجديد" مع أحد مشايخ منطقة همدان الذي عبّر عن استغرابه لقيام الحوثيين بهذا الهجوم، وقال "لم تكن همدان جبهة مواجهة مع الحوثي"، مؤكداً أن الوضع جد خطير وأن الدولة اليمنية مطالبة بإعادة فرض سيطرتها على هذه المناطق، وأنّ من واجبها ألا تلقي بمسؤولياتها على عاتق المواطنين.
وأوضح أحد مسؤولي السلطة المحلية في عمران لـ"العربي الجديد"، أن "الحوثيين بهذا التمدد الأخير يكونون قد طوقوا مدينة عمران من الخلف، بعدما طوقوها من جهة الشمال، وأصبحوا على مشارف صنعاء من جهة الشمال الغربي التي تضم مناطق آهلة بالسكان تخلو تقريباً من تواجد المعسكرات. ما يمكّنهم بسهولة من الهجوم على إحدى المدينتين عمران أو صنعاء".
وكانت الحكومة اليمنية قد توصلت في فبراير/ شباط الماضي إلى اتفاق بين الحوثيين ومسلحين قبليين لإنهاء القتال في عمران وعودة مسلحي الحوثيين إلى معقلهم في صعدة.
المعارك تخلّف عشرات القتلى
وبلغ عدد القتلى والجرحى من أبناء القبائل في همدان بسبب اكتساح مسلحي الحوثي لبعض القرى نحو 26 شخصاً، بحسب مصادر محلية.
وفي وقت سابق من اليوم أعلنت مصادر يمنية متطابقة ارتفاع حصيلة القتلى في المواجهات الدائرة منذ ثلاثة أيام بين مسلحين من جماعة أنصار الحوثي وجماعات سلفية مرتبطة بالقبائل إلى نحو 40 شخصاً.