موريتانيا قلقة من الاستفتاء رغم قلة استثماراتها البريطانية

حذر خبراء اقتصاديون بموريتانيا من النتائج السلبية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأكدوا أن عواقب التصويت في الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لن تقتصر على الأوساط المالية والاقتصادية في الغرب فقط، بل ستمتد تداعياتها السلبية على الاستثمارات العربية في بريطانيا وستلحق ضرراً كبيرًا بالمستثمرين العرب.
وعلى الرغم من التطمينات التي أطلقها البعض حول إيجابية نتيجة الاستفتاء وبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى حالة بريطانيا الخاصة داخل الاتحاد حيث إنها لا ترتبط بعملة اليورو ولا بتأشيرة الدخول الموحدة "الشنغن"، فإن جميع المؤشرات تؤكد ان الاستثمارات العربية تواجه مخاطر انخفاض قيمتها.
وفي موريتانيا التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية مع الاتحاد الأوروبي (الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للبلاد)، لا تتوفر إحصائيات وأرقام عن حجم الاستثمارات بين موريتانيا وبريطانيا، لكن المراقبين يقولون إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيضر اقتصاد الاتحاد ودوله وسيؤثر على علاقاته الاقتصادية خاصة مع دول شمال أفريقيا الأقرب لها والتي ترتبط بعلاقات اقتصادية واستراتيجية قوية معها.
وتتركز الاستثمارات الموريتانية في بريطانيا في مجال العقارات التي من المتوقع أن تحافظ الى حد ما على قيمتها السوقية مقارنة بسوق الأسهم والعملات وبالنظر لقيمة بريطانيا كقوة اقتصادية عظمى مستقرة سياسياً وامنياً أكثر من باقي دول الاتحاد.
ويقول الخبير الاقتصادي سيدي محمد ولد عبد الله إن عواقب خروج بريطانيا من أوروبا متعددة وفورية وفي نفس الوقت ذات تأثير طويل الأمد نسبياً على الاقتصاد البريطاني والأوروبي والعالمي ايضاً، ويضيف أن خروج بريطانيا سيؤثر على آفاق الإنتاج وسيرفع مستويات التضخم وسيؤدي الى انكماش اقتصاد الكثير من الدول في أوروبا وخارجها.
أما في ما يخص الاستثمارات العربية يعتبر الخبير الاقتصادي ولد عبدالله أن خسائر جسيمة ستطاول ودائع المصارف والاستثمارات الخاصة سواء التابعة لأفراد أو لشركات، وأوضح أنه على الرغم من أن بريطانيا لا ترتبط بعملة اليورو فمن المؤكد ان يتراجع سعر صرفه متأثراً بخسارة الجنيه الإسترليني جزءا من قيمته.
وكشف أن الاستثمارات الموريتانية في بريطانيا قليلة وتتركز أساسًا في سوق العقارات.
وأوضح أن هناك الكثير من الشركات الدولية التي تستثمر في مجال الصناعات الاستخراجية والمدرجة في بورصة لندن ستتأثر حتماً إذا صوت البريطانيون لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي سيجري اليوم، إضافة الى التأثير الذي سيلحق هيئات التمويل العربية والمؤسسات الاقتصادية العربية التي تعول عليها موريتانيا في الفترة الحالية لرفع معدل النمو واستغلال الفرص الاستثمارية في موريتانيا خاصة في مجالات المعادن والصيد البحري والفلاحة والصناعات الغذائية والبنى التحتية.