بالنسبة لمعظم الأطفال اليمنيين والنساء والشباب في كثير من الأحياء والمناطق السكنية في العاصمة صنعاء، باتت الوظيفة الرئيسية هي البحث عن صهاريج المياه وملئها، بعد الارتفاعات المتتالية التي تشهدها أسعار المياه التي أصبحت "عملة نادرة" في منازلهم.
ففي حي محوى عصر، تبذل الحاجة سهام حسنين جهدا كبيرا في توفير المياه الصالحة للشرب، مؤكدة أن الحي يعاني من شحّ كبير في المياه التي لا تصل إليه بانتظام، لدرجة أن بعض الانتهازيين يبيعون المياه مقابل الدولار وليس الريال.
وخلال السنوات الماضية، أصيبت المشتقات اليمنية بشلل كبير، وحملت الآخرين أعباء مالية إضافية، وفقا لعبد العزيز سمير، الذي أوضح لـ"العربي الجديد" أن سعر "وايت" (الصهريج) الماء يتراوح بين 3 آلاف ريال إلى ما يقارب 8 آلاف ريال، منتقدا ارتفاع المياه عشوائيا، فكل أصحاب "الوايتات" يبيعون الماء بالسعر الذي يريدون من دون وجود أي رقيب ينظم ويحدد سعراً معيناً وثابتاً.
والأسوأ سيشهده اليمن بحلول عام 2025، من جراء نضوب المياه التي من المتوقع أن تُباع مستقبلاً في السوق السوداء، وفقاً لأيمن كمال، الذي يؤكد أن المواطن لن يستطيع حينها شراء ما يلزمه من ماء له ولعائلته، متحسّراً على مشاهد الأطفال وهم يعملون بكد لنقل المياه إلى أهاليهم في مختلف المدن والقرى والأحياء اليمنية.