أعادت بعض وسائل الإعلام مؤخرا اسم النائب السابق لرئيس النظام السوري فاروق الشرع للتداول، ولكن هذه المرة على شكل أنباء تتحدث عن احتمالية قيادته للمرحلة الانتقالية في سورية، وبات الحديث المشاع أقرب إلى الواقع مع تأكيد تقارير إعلامية أن فاروق الشرع هو من سيفتتح "مؤتمر الحوار الوطني"، الذي تسعى روسيا إلى عقده في سوتشي العام القادم.
وكانت وكالة سبوتنيك الروسية قد نقلت عن عدة مصادر: "أن النائب السابق للرئيس السوري، فاروق الشرع، سيفتتح مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وربما سيترأسه."
وفي السياق، تحدث المعارض السوري ميشيل كيلو عبر تسجيل صوتي عن الإشاعات التي تحدثت عن قيادة فاروق الشرع لمؤتمر سوتشي، واحتمال قيادته لاحقا للمرحلة الانتقالية في سورية.
وأوضح كيلو عبر التسجيل الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن "الموقف الذي اتخذه فاروق الشرع موقف وطني، حيث رفض القتل ورفض الحل الأمني وكان رجلاً يرغب بوجود حل في سورية بروح وطنية".
وعن قيادة الشرع للمرحلة الانتقالية أوضح كيلو أن "شخصيات من المعارضة اقترحت على الروس خلال جلسة مفاوضات أن يقود الشرع المرحلة الانتقالية، فكان الرد الروسي هو أن يقود الشرع المرحلة الانتقالية ويعود بشار الأسد بعد مدّة ليرشح نفسه للانتخابات من جديد، وهو ما رفضته الشخصيات المعارضة".
وأوضح كيلو أن "المرحلة الانتقالية التي تريدها المعارضة هي مرحلة من أجل تفكيك النظام الشمولي وإنتاج نظام ديمقراطي، فكيف يمكن لبشار الأسد أن يعود ويقود؟ وهو ما رفضته المعارضة"، وذكر كيلو أن روسيا اقترحت رجل المخابرات المعروف علي مملوك إلا أن المعارضة رفضت.
وأكد المعارض السوري أن طريقة تعاطي الروس مع مقترح قيادة الشرع للمرحلة الانتقالية يسمح لبشار الأسد بالعودة إلى قيادة النظام، وعودة البطش والتهجير، وخاصة مع وجود حديث عن قرار روسي تركي بعودة الأسد، إلى أن يجدوا بديلا له.
وشدد كيلو على أن المعارضة خلال جلسات التفاوض أكدت على أنها تقترح الشرع ليكون رئيس المرحلة الانتقالية وليس وجهاً انتقالياً أو شخصاً يأتي بين رحيل بشار الأسد وعودة بشار الأسد.
وتحدث كيلو عن أن إفشال مؤتمر سوتشي يتطلب من المعارضة العمل بمستوى مختلف من أجل إفهام روسيا أنها لا تستطيع فرض حل وفق وجهة نظرها، وعدم الذهاب إلى أستانة ونقل ملفات إلى جنيف الذي جوهره الانتقال السياسي، وسوتشي هو خط يريد الروسي من خلاله القول إننا قادرون على فرض حل على السوريين.
ويشار إلى أن فاروق الشرع شغل منصب وزير الخارجية السوري منذ 1984 وحتى عام 2006 وذلك خلال فترة حكم حافظ الأسد وبعد وصول بشار الأسد إلى الحكم.
والشرع من مواليد مدينة درعا عام 1938 وتخرج من كلية الآداب (اللغة الإنكليزية) في جامعة دمشق العام 1963، وانتقل بعدها لدراسة القانون الدولي في جامعة لندن.
واختاره الأسد الأب ليحتل مركز سفير سورية لدى إيطاليا بين عامي 1976 و1980، وفي عام 1980 عُين وزير دولة للشؤون الخارجية وحتى 1984 حين عين وزيرا للخارجية السورية.
وتقول تقارير إن الشرع لعب الدور الأبرز والأساسي في توقيع ما يسمى " تفاهم نيسان" بين "إسرائيل" و"حزب الله" اللبناني برعاية فرنسية.
ويذكر أن العديد من الأنباء والإشاعات تناقلها السوريون منذ مارس 2011 عن مصير فاروق الشرع، والتي تحدثت أحيانا عن انشقاقه وفراره من سورية أو محاولة الانشقاق، وأحيانا عن التصفية الجسدية، والإقامة الجبرية من قبل النظام.
ويشار إلى أن فاروق الشرع من أبرز المسؤولين في النظام السوري الذين غابوا عن الإعلام والساحة السياسية وذلك منذ اندلاع الثورة السورية.