وعقدت مساء الخميس ندوة "حول الواقع السياسي والاجتماعي في غزة" بمشاركة أربع جمعيات من غزة، تناولت الوضع الاجتماعي والصحي والنفسي لسكان غزة بعد العدوان وتأثيره على مختلف مناحي حياتهم.
افتتحت الندوة مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة، زينب عبد الفتاح الغنيمي، التي عبرت عن سعادتها بهذه الزيارة التي تم فيها اختراق الحواجز، وتمكنت خلالها من زيارة أرض عائلتها، بالإضافة إلى لقاء سيدات من غزة ومناقشة قضايا الحصار الإسرائيلي.
وقالت "معاناتنا مع الحصار الإسرائيلي مستمرة ولا تتوقف من خلال إغلاق معبر بيت حانون (إيريز)، والذي لا يسمح بالمرور منه للجميع، فالحصار ليس أمنياً وعسكرياً بل هو اقتصادي يؤثر على حياة الناس من كل النواحي".
وتابعت "من جهة أخرى هناك حصار معبر رفح المرتبط باتفاقيات بين مصر وإسرائيل. في السابق، عندما كانت الأنفاق كان يمر كل شيء تحت الأرض، لكن اليوم الحصار يؤثر على حياتنا بشكل كبير".
وتطرقت المتحدثة إلى إشكالية "الانقسام الداخلي" الذي يعزز الحصار الإسرائيلي، قائلة "نحن كحركة نسوية نتظاهر منذ سنتين كل ثلاثاء ضد الانقسام. وكنساء نخضع للتمييز، بالنظر لكون القوانين قديمة جداً، إذ يحكمنا قانون بريطاني منذ سنة 1936 في موضوع العنف، كما أن قانون الأحوال الشخصية عثماني سُنّ قبل 100 عام؛ فالفلسطينيات في مناطق الضفة وغزة والداخل الفلسطيني يخضعن لمنظومة قوانين مختلفة".
من جهتها، قالت مديرة مركز شؤون المرأة في غزة، أمال صيام:" الوضع في غزة مأساوي جداً، ويكفي التطلع في وجوه الكبار كما الصغار لتستشف أوجه المعاناة المتعددة، إن النساء في غزة يقاومن الفقر ببيع ما يملكنه من ذهب أو أي قطعة أرض ورثنها، وذلك من أجل تغطية بعض حاجيات الأبناء، فداخل كل عائلة فلسطينية هناك أربعة أفراد بالغين دون وظائف".
ولفتت المتحدثة إلى أن حوالى 44 في المائة من النساء يعانين من انعدام الأمن الغذائي، الذي تسبب في ارتفاع معدلات فقر الدم من بين النساء والأطفال.
وأكدت أن "نسبة العنف ضد النساء سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بعد العدوان، كما ارتفعت نسبة الطلاق إلى 42 في المائة للفتيات قبل الدخول عليهن، وخلّف عدوان 2014، 800 إمراة أرملة، وأكثر من 140 إمرأة بإعاقة حركية أو غيرها".
كما أشارت إلى حالة الاحتقان التي وصل إليها المجتمع الفلسطيني، والتي ساهمت في تفشي الجريمة، ودفعت الكثير من الشباب، إما إلى الانتحار أو إحراق الذات، بحيث قام 56 شخصاً بحرق نفسه نتيجة الشعور باليأس والإحباط.
من جهتها، تطرقت مريم شقوية من جمعية "صحة المرأة" من جباليا إلى الوضع الصحي في غزة، وقالت إن هناك تدهوراً واضحاً على هذا المستوى، حيث ارتفعت معدلات عمليات الولادة القيصرية بنسبة 22 بالمائة، فيما وصلت نسبة اكتئاب ما بعد الولادة إلى 20 بالمائة، كما يتم تشخيص 130 حالة مرض سرطان الثدي شهرياً للفئة الشابة، إضافة إلى عدم توفر الأدوية اللازمة وغياب العلاج الإشعاعي مشيرة إلى "أن معظم الأطفال يعانون من الصدمة نتيجة العدوان في ظل غياب نظام علاج طويل الأمد، فضلاً عن سوء التغذية وتفشي الأنيميا بينهم".
وفي السياق، قالت نائلة عواد مديرة جمعية النساء ضد العنف من الناصرة إن اللقاء ركز على معرفة تأثير الحصار والاحتلال على النساء في غزة، وأوقعهن أيضاً في ظل الانقسام الذي ساهم في الانقطاع عن التواصل"، مشيرة إلى أن الهدف منه هو تبادل التجارب، خصوصاً في قضايا العنف والاعتداءات وتزويج القاصرات، والخروج بتوصيات تساهم في تغيير هذا الوضع عبر دعم النساء بكل الإمكانيات المتاحة.