بالرغم من أن اسمها القديم كان "جزيرة السعادة"؛ فإن دولة ناورو تُعدّ من أفقر جمهوريات العالم، إضافة إلى أن شعبها الذي يبلغ حوالى 10 آلاف نسمة، يعاني أيضاً مجموعة من الأمراض المزمنة. و"جزيرة السعادة"، هو الاسم الذي أطلقه عليها رحالة وصياد إنجليزي يدعى، جون فيرن، سنة 1789. غير أن السعادة تخلت عنها مؤخراً. تقع ناورو بالمحيط الهادي شمالي غرب أستراليا، على بعد 42 كيلومتراً جنوب خط الاستواء. وتعد أصغر جمهورية مستقلة، إذ لا تزيد مساحتها عن 21 كيلومتراً مربعاً. وليست لناورو عاصمة مثل باقي دول العالم، وإنما تكتفي بمدينة مركزية تسمى "يارين". الأرقام السلبية في ناورو قياسية، فأكثر من 90% من السكان يعانون من البطالة، كما أن 95% منهم أيضاً يعانون من السمنة المفرطة، وبناءً على ذلك تتصدر ناورو قائمة الدولة المصابة بالسكري، بنسبة تزيد عن 40% من إجمالي الشعب، ويعود ذلك في المقام الأول لأسباب وراثية، وللعادات الغذائية السيئة وقلة ممارسة الرياضة. إضافة إلى ذلك تعاني أعداد كبيرة من الشعب من أمراض الكلى والقلب.
اقــرأ أيضاً
عرفت الحياة على سطح الجزيرة لأول مرة منذ 3000 سنة، وسكنتها 12 قبيلة، تمثل السكان الأصليين، الذين يرمز لهم بالنجمة ذات الاثني عشر رأسا في العلم الناوروي. أهم الأحداث السياسية في تاريخ الشعب الناوروي المسالم، هو احتلال الدول الأخرى لها. ففي القرن التاسع عشر، استولت ألمانيا على الجزيرة، ثم أصبحت في بداية القرن العشرين منطقة منتدبة تحكمها أستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. وأثناء الحرب العالمية الثانية، احتلتها اليابان، ثم عادت تحت وصاية الحلفاء بعد الحرب، إلى أن حصلت على الاستقلال في 31 يناير/ كانون الثاني عام 1968. وبالرغم من تأثير التغريب والاستعمار على الثقافة الأصلية؛ فإن الجزيرة لا تزال تحافظ على عدد قليل من العادات القديمة، وبعض أشكال الموسيقى التقليدية والفنون الشعبية والحرف اليدوية.
كان اقتصاد الجزيرة معقولاً حتى وقت قريب، إذ كانت تتمتع بثروة كبيرة من الفوسفات، الذي كان يستخرج بكثافة وبطريقة انتهازية منذ 1907 عن طريق شركة إنجليزية ونيوزلندية، ثم بطريقة عشوائية وبمعدلات كبيرة بعد الاستقلال سنة 1968، حتى نضب تماماً في تسعينيات القرن الماضي. وحين نضب الفُوسفات، أفلست الدولة لدرجة أنها لم تستطع تدبير نفقات البنزين اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.
وكان 95% من السكان يعملون في شركة ناورو للفوسفات التي تمتلكها الحكومة، ثم قامت الشركة بتسريح العمال، فسادت البطالة وعمّ الفقر، وبدأت الهجرات من الجزيرة تتوالى إلى أستراليا والجزر القريبة. وكان الاعتماد على مصدر واحد للدخل قد أسفر عن إهمال القيمة السياحية لشواطئ الجزيرة ومعالمها التي لا تزال دون استغلال مناسب، فلا توجد بناورو مزارات سوى الحصون اليابانية، وبقايا المناجم الفارغة!
تم استغلال حالة العوز الذي يعاني منه الشعب والحكومة بصورة سيئة؛ فأصبحت الجزيرة منذ أواخر القرن الماضي مركزاً لغسل الأموال والتهرب الضريبي. وتعتمد ميزانية الحكومة الآن على الإعانات المنتظمة من أستراليا المتحكمة في سياسة الجزيرة، إضافة إلى تعويضات سنوية من المستعمرين السابقين، وتحصيل بعض الضرائب والإيجارات!
عرفت الحياة على سطح الجزيرة لأول مرة منذ 3000 سنة، وسكنتها 12 قبيلة، تمثل السكان الأصليين، الذين يرمز لهم بالنجمة ذات الاثني عشر رأسا في العلم الناوروي. أهم الأحداث السياسية في تاريخ الشعب الناوروي المسالم، هو احتلال الدول الأخرى لها. ففي القرن التاسع عشر، استولت ألمانيا على الجزيرة، ثم أصبحت في بداية القرن العشرين منطقة منتدبة تحكمها أستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. وأثناء الحرب العالمية الثانية، احتلتها اليابان، ثم عادت تحت وصاية الحلفاء بعد الحرب، إلى أن حصلت على الاستقلال في 31 يناير/ كانون الثاني عام 1968. وبالرغم من تأثير التغريب والاستعمار على الثقافة الأصلية؛ فإن الجزيرة لا تزال تحافظ على عدد قليل من العادات القديمة، وبعض أشكال الموسيقى التقليدية والفنون الشعبية والحرف اليدوية.
كان اقتصاد الجزيرة معقولاً حتى وقت قريب، إذ كانت تتمتع بثروة كبيرة من الفوسفات، الذي كان يستخرج بكثافة وبطريقة انتهازية منذ 1907 عن طريق شركة إنجليزية ونيوزلندية، ثم بطريقة عشوائية وبمعدلات كبيرة بعد الاستقلال سنة 1968، حتى نضب تماماً في تسعينيات القرن الماضي. وحين نضب الفُوسفات، أفلست الدولة لدرجة أنها لم تستطع تدبير نفقات البنزين اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.
وكان 95% من السكان يعملون في شركة ناورو للفوسفات التي تمتلكها الحكومة، ثم قامت الشركة بتسريح العمال، فسادت البطالة وعمّ الفقر، وبدأت الهجرات من الجزيرة تتوالى إلى أستراليا والجزر القريبة. وكان الاعتماد على مصدر واحد للدخل قد أسفر عن إهمال القيمة السياحية لشواطئ الجزيرة ومعالمها التي لا تزال دون استغلال مناسب، فلا توجد بناورو مزارات سوى الحصون اليابانية، وبقايا المناجم الفارغة!
تم استغلال حالة العوز الذي يعاني منه الشعب والحكومة بصورة سيئة؛ فأصبحت الجزيرة منذ أواخر القرن الماضي مركزاً لغسل الأموال والتهرب الضريبي. وتعتمد ميزانية الحكومة الآن على الإعانات المنتظمة من أستراليا المتحكمة في سياسة الجزيرة، إضافة إلى تعويضات سنوية من المستعمرين السابقين، وتحصيل بعض الضرائب والإيجارات!