قلّصت نتائج انتخابات رئاسة البرلمان التركي، فرص التوافق حول صيغة بين حزب "العدالة والتنمية" وحزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة) لتشكيل حكومة ائتلافية، تفضي إلى تسلّم أكبر أحزاب الائتلاف الحكومي منصب رئاسة الوزراء، مقابل حصول ثاني الأحزاب على منصب رئاسة البرلمان.
ويبدو أن قائد "العدالة والتنمية" ورئيس حكومة تسيير الإعمال، أحمد داوود أوغلو، قد التزم، بكلامه حول عدم التفاوض على منصب رئاسة البرلمان لأجل الحكومة الانتقالية. إذ نجح وزير الدفاع التركي ومرشح "العدالة والتنمية" عصمت يلماز بالوصول إلى منصب رئاسة البرلمان، بعد حصوله على 258 صوتاً، وهي عدد مقاعد "العدالة والتنمية" في البرلمان.
ومثلما فشلت المعارضة التركية في التوافق وتكوين كتلة معارضة للالتفاف على "العدالة والتنمية" وتسلم رئاسة الوزراء منه، كذلك فشلت في التوافق على اسم مرشح رئاسة البرلمان.
وعلى الرغم من أن الرئيس المشارك لحزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرتاش، أعلن تفضيل حزبه، انتقال المنصب إلى "مرشح معارض" بعد سيطرة "العدالة والتنمية" عليه لأكثر من 13 عاماً، ما رجح احتمال التصويت لصالح بايكال، فإن نواب الشعوب واصلوا دعم مرشحهم دنغير مير محمد فرات.
من جهته، رفض حزب "الحركة القومية" بزعامة دولت بهتشلي، التوافق مع أي حزب آخر والتزم بالتصويت لمرشحه أكمل الدين إحسان أوغلو، والذي حصل على 80 صوتاً في الجولة الرابعة.
وقال بهجلي، في الكلمة التي ألقاها لأول مرة في اجتماع كتلته النيابية، إن "الباب ليس مغلقا تماما في وجه المشاركة بأي حكومة ائتلافية".
ويعتبر الفائز في رئاسة البرلمان، محمد يلماز (53 عاماً) من البيروقراطيين الذين دخلوا المجال السياسي عبر صديقه بينالي يلدرم أحد صقور "العدالة والتنمية" والمقرب من الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان. كان الرجلان زملاء أثناء دراسة العلوم البحرية، إذ تسلّم يلماز إدارة الشؤون البحرية خلال استلام يلدرم منصب وزارة الاتصالات والنقل البحري.
وتخرج يلماز من قسم الآلات من الأكاديمية البحرية في إسطنبول، ليحصل على شهادة الماجستير في "الإدارة التقنية لشركات النقل البحري" من الجامعة البحرية العالمية في السويد، وأيضاً على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية من جامعة مرمرة في إسطنبول، كما يحمل يلماز درجة الدكتوراه في القانون الخاص من جامعة أنقرة.
ودخل يلماز إلى البرلمان لأول مرة عام 2011 نائباً عن مدينة سيواس التركية، ليشغل منصب وزير الدفاع منذ مايو/ أيار من العام ذاته.
اقرأ أيضاً: البرلمان التركي يفشل في اختيار رئيسه في أول جولتين