نحن وسالفيني

26 اغسطس 2018
فتح تحقيق ضد سالفيني لاحتجازه مهاجرين (بييرو كروزياتي/فرانس برس)
+ الخط -

أخيراً بدأت "قوة الإنسانية" في إيطاليا تستفيق من صدمتها بعد خسارة الانتخابات لصالح اليمين المتطرف. وتناقلت وكالات الأنباء خبر فتح القضاء الإيطالي تحقيقاً ضد وزير الداخلية، ماتيو سالفيني، بتهمة احتجاز أشخاص وتوقيفات غير قانونية واستغلال السلطة، وذلك على خلفية قضية المهاجرين العالقين على متن السفينة ديتشوتي. واستهدف التحقيق الذي فتحته نيابة أغريغنتي في صقلية، مدير مكتب سالفيني، على أن تتولاه نيابة باليرمو، كبرى مدن هذه الجزيرة في جنوب إيطاليا، وفق المصدر نفسه. وكانت السفينة ديتشوتي رست في مرفأ كتانيا منذ ليل الإثنين الماضي، لكن الحكومة منعت 150 مهاجراً على متنها من مغادرتها في ظل عدم التزام الاتحاد الأوروبي باستقبال عدد منهم.

ويقود التأمل في تفاصيل الخبر إلى التوقف عند معطيات مهمة، أولها أن التحقيق فُتح في أغريغنتي في جنوب إيطاليا، وهي مدينة على تماس يومي مع المهاجرين، تستقبلهم وتعرفهم وتستفيد منهم أيضاً، بقدر ما تعاني من تبعات تدفقهم. ثم إن مدينة باليرمو هي التي ستتولى التحقيق، وبها قوى خيِّرة مستميتة في الدفاع عن حقوق المهاجرين، أغلبها يساري، كان خسر الانتخابات أكثر من مرة، لكنه يواجه اليمين المتطرف وينجح في ذلك، وبها نشطاء مدنيون، مسيحيون ومسلمون، نذروا حياتهم للدفاع عن المهاجرين.

ولعل هذا التحقيق سيكون دافعاً لفرملة وزير الداخلية الهائج، ماتيو سالفيني، وسيحد من تصريحاته المستفزة وعدائيته التي لا يخفيها، مثل كل المتطرفين والعنصريين الآخرين في أوروبا. لكن هذا لن يكون كافياً، فالحل بأيدينا ونحن نرى زهرة شبابنا يغرق كل يوم في البحر هرباً من اليأس. وكيف يمكن أن يكون الأمل ونحن لا نبث إلا ما يحبط، برغم كل ما هو ممكن ومتاح. وكيف نقنع شباباً بالبقاء وهو يطالع حقائق صادمة، مثل ما أعلنه أخيراً رئيس المركز الدولي الهادي نويرة للاستشراف والدراسات التنموية، توفيق بكار، إذ أكد أن الدين الخارجي لتونس يزداد بنسق متصاعد وأن كل تونسي عليه أن يسدد ديناً بقيمة 6 آلاف دينار منذ لحظة ولادته؟ يبقى السؤال كيف نجدد الأمل لدى شبابنا ومن يستطيع من سياسيّينا أن ينجح في هذا والجميع منهمك في مساره الشخصي؟
المساهمون