03 ابريل 2023
نزار قباني والقصيدة الدمشقية
يصادف في 30 إبريل/نيسان 2018 ذكرى مرور عقدين على رحيل الشاعر العربي السوري الكبير نزار قباني، وهو من الشعراء الذين شاركوا في تأسيس مدرسة الشعر العربي المعاصر، وكان له دور في التمهيد لأسلوبٍ جديد في كتابة القصيدة العربية، من حيث كلماتها وأفكارها ومعانيها، فأصبحت قصائد نزار قباني الأكثر حضورًا في المحافل الشعرية، وعلى صفحات الصحف والمجلات، وفي ذاكرة القرّاء العرب ومحبي الشعر، سواء أكانت هذه القصائد ذات طابع رومانسي أو سياسي، فقد استطاع بحنكته الشعرية أن يجمع بين الحُبّ وقضايا الأمة العربية في مجموعة من القصائد تعدُّ من أشهر المؤلفات في الشعر العربي حتّى هذا الوقت.
كسب نزار قباني محبّة وتقدير العديد من القرّاء الذين يبحثون في كلماته عن معاني الحُبّ والوطن والحُزن والفراق، ومهما كان المعنى الذي يبحث عنه متذوّق قصائده سيكتشف في كلّ قصيدة تطوّرًا شعريًا أضاف لها ألقًا خاصًا، لم يتشابه فيه قباني مع أي من الشعراء سواء السابقين أو المعاصرين له، وظهر ذلك بوضوح في دواوينه الشعرية، كما تميّز بالإبداع اللغوي في صياغة النصوص في كُتُبه غير الشعرية والنثرية، مثل سيرته الذاتية التي حملت عنوان "قصتي مع الشعر".
كانت ولادة نزار قباني في أحد أحياء مدينة دمشق والمعروف باسم حي مئذنة الشحم في عام 1923، وارتبطت تجربته الشعرية الناضجة مع حياته في دمشق، فكتب عن هذه المدينة الكثير من القصائد، ومنها "القصيدة الدمشقية"، التي قال في مطلعها "هذي دمشق وهذي الكأسُ والراح ... إني أُحبّ وبعض الحُب ذباحُ"، فوصف دمشق وذكرياته وطفولته وعائلته في أبيات القصيدة بعد أن عاش في الغربة لأكثر من خمسين عامًا، فاستحق أن يكون العاشق الدمشقي الذي أوصى أن يُدفنَ في دمشق، وقال عنها "دمشق هي الرَّحم الذي علّمني الشعر، وعلّمني الإبداع، وأهداني أبجدية الياسمين".
يخطر ببالي كثيرًا لو كان نزار قباني على قيد الحياة حتّى هذا الوقت، ماذا سيقول عن دمشق في مخاضها المؤلم؟ وماذا سيكتب عمّا حصل في سورية؟ خلال سبع سنوات تتساقط فيها القذائف كرذاذ المطر، ولا تفرق بين حجر أو بشر، فالكلُّ سواء ضمن معادلة الحرب. يقول قباني في قصيدة عنوانها ترصيع بالذهب على سيف دمشقي "سنوات سبع من الحُزن مرّت ... مات فيها الصفصاف والزيتون".
قد يجيب قباني على الأسئلة السابقة بتأكيد رؤيته في القصائد التي كتبها إبان الأزمات العربية في القرن العشرين، مثل هوامش على دفتر النكسة وإفادة في محكمة الشعر، وغيرها من القصائد التي انتقد فيها الواقع المؤلم الذي واكبه العالم العربي في تلك الفترة، أو قد يؤلّف قصيدة أكثر قسوة من قصائده السابقة، ليصف فيها الحال التي وصلت لها سورية وبعض الدّول العربية في هذا العصر.
يقول نزار قباني في أحد أبيات القصيدة الدمشقية "أنا الدمشقي لو شرّحتُمُ جسدي ... لسال منه عناقيد وتفاح"، ومع المأساة السورية في العصر الحالي لم يشرّح جسد الدمشقي فقط، بل شُرّحت أجساد الكثير من السوريين الذين يعيشون بين خيارين أولهما الموت وثانيهما النزوح، ويتساءل قباني في أحد أبيات القصيدة "أليس في كُتُبِ التاريخ أفراحُ؟" وأقول له رحلتَ وظلّت صورة دمشق عندك مزينة بالياسمين، تلك الصّورة البعيدة عن صورتها الحالية وصورة سورية التي تتألم وتنزف كلّ يوم، فما زالت الأفراح أيها الشاعر الكبير غير مكتوبة في كُتُب التاريخ.
كسب نزار قباني محبّة وتقدير العديد من القرّاء الذين يبحثون في كلماته عن معاني الحُبّ والوطن والحُزن والفراق، ومهما كان المعنى الذي يبحث عنه متذوّق قصائده سيكتشف في كلّ قصيدة تطوّرًا شعريًا أضاف لها ألقًا خاصًا، لم يتشابه فيه قباني مع أي من الشعراء سواء السابقين أو المعاصرين له، وظهر ذلك بوضوح في دواوينه الشعرية، كما تميّز بالإبداع اللغوي في صياغة النصوص في كُتُبه غير الشعرية والنثرية، مثل سيرته الذاتية التي حملت عنوان "قصتي مع الشعر".
كانت ولادة نزار قباني في أحد أحياء مدينة دمشق والمعروف باسم حي مئذنة الشحم في عام 1923، وارتبطت تجربته الشعرية الناضجة مع حياته في دمشق، فكتب عن هذه المدينة الكثير من القصائد، ومنها "القصيدة الدمشقية"، التي قال في مطلعها "هذي دمشق وهذي الكأسُ والراح ... إني أُحبّ وبعض الحُب ذباحُ"، فوصف دمشق وذكرياته وطفولته وعائلته في أبيات القصيدة بعد أن عاش في الغربة لأكثر من خمسين عامًا، فاستحق أن يكون العاشق الدمشقي الذي أوصى أن يُدفنَ في دمشق، وقال عنها "دمشق هي الرَّحم الذي علّمني الشعر، وعلّمني الإبداع، وأهداني أبجدية الياسمين".
يخطر ببالي كثيرًا لو كان نزار قباني على قيد الحياة حتّى هذا الوقت، ماذا سيقول عن دمشق في مخاضها المؤلم؟ وماذا سيكتب عمّا حصل في سورية؟ خلال سبع سنوات تتساقط فيها القذائف كرذاذ المطر، ولا تفرق بين حجر أو بشر، فالكلُّ سواء ضمن معادلة الحرب. يقول قباني في قصيدة عنوانها ترصيع بالذهب على سيف دمشقي "سنوات سبع من الحُزن مرّت ... مات فيها الصفصاف والزيتون".
قد يجيب قباني على الأسئلة السابقة بتأكيد رؤيته في القصائد التي كتبها إبان الأزمات العربية في القرن العشرين، مثل هوامش على دفتر النكسة وإفادة في محكمة الشعر، وغيرها من القصائد التي انتقد فيها الواقع المؤلم الذي واكبه العالم العربي في تلك الفترة، أو قد يؤلّف قصيدة أكثر قسوة من قصائده السابقة، ليصف فيها الحال التي وصلت لها سورية وبعض الدّول العربية في هذا العصر.
يقول نزار قباني في أحد أبيات القصيدة الدمشقية "أنا الدمشقي لو شرّحتُمُ جسدي ... لسال منه عناقيد وتفاح"، ومع المأساة السورية في العصر الحالي لم يشرّح جسد الدمشقي فقط، بل شُرّحت أجساد الكثير من السوريين الذين يعيشون بين خيارين أولهما الموت وثانيهما النزوح، ويتساءل قباني في أحد أبيات القصيدة "أليس في كُتُبِ التاريخ أفراحُ؟" وأقول له رحلتَ وظلّت صورة دمشق عندك مزينة بالياسمين، تلك الصّورة البعيدة عن صورتها الحالية وصورة سورية التي تتألم وتنزف كلّ يوم، فما زالت الأفراح أيها الشاعر الكبير غير مكتوبة في كُتُب التاريخ.