تتصدر نساء الجزائر الاحتجاجات والتظاهرات المتواصلة للأسبوع الثالث جنباً إلى جنب مع الرجال، بعدما قررن إرجاء الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، وتأجيل الهدايا والتكريمات، واخترن قيادة مسيرات سلمية عبر مختلف الولايات، لرفض ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
خلال السنوات الماضية، اعتادت نساء الجزائر أن يكون الثامن من مارس/ آذار عنواناً للاحتفالات والنزهات وتلقي هدايا، وهو نصف يوم عطلة، وكان يشهد احتفالات تشرف عليها الوزارات والمؤسسات الحكومية عبر الولايات، فضلاً عن تكريمات خاصة للنساء في مختلف المؤسسات العمومية والخاصة.
لكن المشهد مختلف حالياً بسبب الظرف الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه الجزائر، إذ تقدمت المرأة الصفوف، وظهر كبار السنّ مع الطالبات، وزوجات رفقة أزواجهن وأولادهن، وقال الناشط الشاب ياسين المشارك بمسيرات ولاية بومرداس، إن "مشاركة النساء واضحة في الحراك الشعبي السلمي في مختلف الولايات منذ 22 فبراير/ شباط الماضي. إنه تغير واضح للصورة النمطية التي كانت معروفة عن نساء الجزائر".
واعتبرت المحامية سعيدة حمراني أن "ما تقدمه المرأة الجزائرية خلال الحراك الشعبي ليس جديداً، بل هو نتاج سنوات من النضال، ففي ثورة التحرير كانت المرأة تقوم بدورها النضالي رفقة الرجل، وعقب الاستقلال عام 1962، خرجت المرأة قبل الرجل إلى الشوارع لتعلن فرحتها رافعة الراية الوطنية، ثم كافحت الفقر خلال فترة ما بعد الاستعمار، وتعلّمت وقهرت الأمية، وها هي اليوم تتبوأ مكانتها في مختلف القطاعات والمؤسسات، وتتصدر المشهد الاحتجاجي".
فرضت النساء موقفها الداعي لحرية التعبير في الشارع، وجهرت برفضها لجمود الأوضاع السياسية، ودعت إلى رفض الولاية الخامسة مطالبة بالتغيير وتحسين الأوضاع، خصوصاً للشباب، لأنها الأم والزوجة والأخت والبنت، دون أن تهمل مطالبتها بتحسين أوضاع النساء.
وتعتقد كثير من النساء أن الحراك الشعبي مناسبة جديدة للتحرر، وقالت نوال بن دريس لـ"العربي الجديد"، إن الحراك بمثابة انتصار للشعب الجزائري، فمن لم يشهد الاستقلال فعليه المشاركة في الاحتجاجات والمسيرات، وخصوصاً أنها كانت محظورة طيلة سنوات.
وشهدت الجزائر عقب صلاة الجمعة اليوم، مسيرات وتظاهرات حملت شعارات سلمية عبر مختلف الولايات، في ثالث جمعة على التوالي للاحتجاجات الرافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.