على المرأة الحامل أن تستشير طبيبها قبل شهر رمضان، لتعرف إذا كان "يحقّ" لها، طبياً وصحيّاً، أن تصوم خلال الشهر الكريم. وإذا كان ذلك يمكن أن يؤثّر سلباً على صحّتها، وعلى صِحَّة جنينها أوَّلاً.
أما إذا سمح لها الطبيب، أو الطبيبة، بأن تصوم، فهناك سلسلة احتياطات يجب أن تتّخذها، كي تحمي نفسها وتحمي طفلها من أيّ عارض أو مشكلة. تقول اختصاصية التغذية، بيان أحمد، إن "الأخطر هو احتمال أن تنخفض معدّلات السكر خلال الصيام. فعلى الحامل تعويضها لإرجاعها إلى معدلها الطبيعي، ولذا يجب أن تبدأ إفطارها بحبتين أو ثلاث من التمر ذات القيمة الغذائية العالية، مع نصف كوب من العصير الطبيعي والطازج، وعليها تجنّب الإكثار من السكريات بعد ذلك". لأنّ الحامل أكثر عرضة من غيرها للإصابة بما يعرف بـ"سكّري الحمل".
وتوضح بيان، في حديثها إلى "العربي الجديد"، أنّه "يجب شرب كميات كافية من المياه، لا تقلّ عن ليترين يومياً، بين فترتي الفطور والإمساك، وعليها شرب الحليب واللبن، إذ يحتويان على سوائل مفيدة للحامل، وعليها التنبّه والابتعاد عن المنبّهات، كالقهوة والنسكافيه والشاي، والمشروبات الغازية".
عند الإفطار، وبعد تناول التمر الذي يسهل هضمه وامتصاصه، والذي يرفع معدلات السكر بسرعة، يجب شرب كوب من المياه معتدلة الحرارة، وتناول الشوربة قليلة الدهون والملح، ثمّ أخذ استراحة من ربع إلى ثلث ساعة. بعدها لا بدّ من تناول الوجبة الأساسية، لكن بعد تقسيمها إلى 3 أو 4 وجبات خفيفة، حتى لا تُعاني الحامل من عسر في الهضم في حال تناولت وجبة غذائية كبيرة، "ومن الضروري تجنّب الوجبات الدسمة، والابتعاد عن المقالي.
والطبق الرئيسي يجب أن يتنوع، وأن يكون غنيّاً بالنشويات، وباللحم والخضار المقلية أو المشوية إذا أمكن. ويجب أن تتضمن هذه المأكولات حمض الفوليك المفيد للحامل، كالخضروات الورقية، منها السبانخ، والهندباء، والهليون، والملوخية، والروكولي، والعدس. وأيضاً الفواكه الحمضية، منها الكيوي والبرتقال".
وبالتأكيد خلال فترة الحمل، تزيد احتياجات الحامل للكالسيوم الموجود في اللبن والحليب والألبان والأجبان والأرز بالحليب، كما تزيد احتياجاتها للحديد الموجود في المصادر الحيوانية أكثر من المصادر الأخرى، كاللحوم خصوصاً اللحوم الحمراء، وفي المصادر النباتية كالبقدونس والسبانخ والهندباء والخس والملوخية والجرجير، والحبوب كالعدس والحمص والفاصولياء والفول.
وتنصحُ اختصاصيَّة التغذية الحامل، بـ"الابتعاد عن البهارات والفلفل والمخللات التي تزيد من مشاكل المعدة، ومن إفراز العصارة الهضمية، كما يجب أن تخفّف من الحلويات الدسمة، منها الكلاج والبقلاوة، التي يُمكن تناولها مرة واحدة أسبوعيّاً على الأكثر.
ولأنّ المرأة الحامل تتعرَّض للإمساك أكثر من غيرها، عليها الإكثار من الفواكه بقشرتها، التي تليّن المعدة وتُسهّل الإخراج. وعليها بالسَلطة الغنية بالخضروات، والاهتمام براحة جسمها والابتعاد عن التوتر والقلق. وبالتأكيد، عليها أن تحظى بساعات نوم طويلة، خلال الصيام، وفي الليل".
وتختم بيان بالتأكيد على الحامل، أنّها يجب أن "تؤخّر وجبة السحور قدر الإمكان، وأن تتناول خلالها الخبز الأسمر مع الألبان والجبن، والفواكه التي بقشرتها، والتمر الذي يُعطي الطاقة اللازمة في اليوم التالي، خلال فترة الصوم، ويقلّل من الشعور بالتعب والخمول ومن آلام الرأس".