أما النظرية الجديدة التي تتناول الفيلم الشهير، فيمكن أن تنسف التحليلات السابقة كلها بالكامل. وتفيد النظرية الجديدة بأن قصة حب "روز" و"جاك" ليست إلا تهيؤات، إذ إن "جاك" لم يحب "روز"، ولم يضحِّ بنفسه لينقذ حياتها، لأنه لم يكن موجوداً أصلاً على السفينة.
و"جاك" كان شخصية خيالية من صُنع خيال "روز"، بسبب الحالة النفسية التي كانت تمرّ بها حينها، ويبرّر ذلك محاولتها الانتحار قبل أن تتعرف على "جاك" مباشرة، وفقاً للنظرية الجديدة.
إذ إن البطلة حاولت الانتحار، بسبب معاملة والدتها السيئة لها، وإجبارها على الزواج من رجل ثري لا تحبه "كال هوكلي" (بيلي زان)، من أجل إنقاذ الوضع المادي للعائلة. كانت تعاني من انهيار عصبي في المشهد الذي تحاول فيه القفز من على سطح السفينة، وربما أدّى ذلك إلى تخيلها لرجل ينقذها وتعيش معه قصة حب، مثل القصة التي تحلم بها. لذا، فصورة "جاك" الفنان الفقير والرقيق هي النقيض التام لصورة خطيبها الغني المهووس بالسيطرة.
من ناحية أخرى، يؤكد الباحثون، في نهاية الفيلم لـ"روز"، أنهم لم يجدوا أي دليل على وجود "جاك" بين سجلات الركاب على متن سفينة "تيتانيك"، تردّ روز: "كلا، لن يكون هناك أي دليل"، وتتابع: "إنه يعيش في ذاكرتي فقط". لذا، يشكل "جاك" بشكل من الإشكال إعادة استعادة "روز" ثقتها بنفسها، والصوت الداخلي الذي شجعها على إنقاذ نفسها والاستمرار في الحياة، بدءاً من محاولة انتحارها وحتى غرق السفينة، وفقاً للنظرية الجديدة.
Facebook Post |
(العربي الجديد)