نَسيتُ أين تَركتُ وَجهي

05 نوفمبر 2015
يُحاولُ انتشالَ الموتِ من احتمالاتِ العَدمْ (Getty)
+ الخط -
(1)
في تلكَ البُقعةِ، 
حَيثُ بَكى..
نَمت زَنابقٌ بَيضاء ويَمامْ
نَما الله.

(2)
نسرٌ،
يحفرُ في دَمي
نسيتُ أينَ تركتُ وجهي.

(3)
طَيراً طَيراً
هَكذا انطَفأ الشَجرُ
في الطَريقِ إلى الحِكايةِ ..

(4)
طِفلةٌ،
ضَيعتْ خارطةَ الضَوءِ
فَعَادتْ معَ الخوفِ،
فَارغةً إلا منْ أغنيةٍ.

(5)
لحظةَ انتِحابِ القَمر ..
بَدلتْ السماءُ كَأفعى جِلدَها،
هل خَلعتُ الله أم خَلعنيْ؟

(6)
إنَها الريحُ
تَمضي إلى حَتفِها ..
وأنا أغني حُطامها مِلءَ المَغيبِ.

(7)
بَجعةٌ مُترامية الحُزنْ
اتلفَها النَحيبْ..
سقطتْ طَويلاً في السُكونْ
رُفعتْ، لِتَندسَ في ذاكرةِ الخُسوفِ.

(8)
تَصدعَ نجمٌ،
وهُو يحدقُ في الانحسار
بيدَ أنَّ وردةً مسكونةً بالعاصفةِ
قَد أتتْ بالانعِتاق..

(9)
أتمَّ القنديلُ صَلاتهُ،
أصابعُ الماءِ الشاحبةِ تمتدُ
نَحو الفَراشةِ.

(10)
صُعوداً للغيمِ،
تَساقَطتْ مَلامحهُ لوناً فلوناً
رَثَيناه، إذ تَقمصَ قوسَ قُزح.

(11)
لكنَّ ذاكَ البعيد
الذي بلا اسمٍ وبلا وجهٍ
المُتشظيْ مِن مَرايا الجَحيمْ،
وحيداً مِثل قيثارةٍ..
كأنهُ يعرفُني.

(12)
تَفسخَ الحُلمْ،
لِئلا يفقدَ العِناقُ مُوسِيقاه
وتُبتر طُفولةُ اليَقظةِ..

(13)
خِفيةً عَبرتُ،
وجدتُ جُرحهُ ينزفُ فَراشاتٍ
فَأخذتُ شَكلَ دمهِ..

(14)
لكَأنهُ طَمأنينةٌ..
يُحاولُ انتشالَ الموتِ من احتمالاتِ العَدمْ
اختلاجِ روحهِ، بَريق.. وتكسرْ.

(15)
تَعطلَّ الهَواء..
هَذا الفَضاءُ موصدٌ كَلعنةٍ
والجَناحُ يَستعصيْ.

(16)
تَهويدةُ المَطرِ، مَنفى..
وإنَّ العالمَ ليشهدَ أننيْ خارجهُ
أيُ أمدٍ مُستغرقٍ في اكتِمالِ طَورِ الرُوح؟

(سورية)
دلالات
المساهمون