تجاوبت أبرز قطاعات الاقتصاد السوداني مع الدعوة إلى المشاركة في الإضراب الشامل الذي أعلنه تحالف قوى الحرية والتغيير والمستمر منذ الثلاثاء، من أجل الضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين. فكيف كانت أجواء اليوم الأربعاء؟
"العربي الجديد" رصد إغلاق المحال التجارية كافة بالخرطوم والمدن الرئيسية أبوابها منذ أمس الثلاثاء، وتراجع القوى الشرائية لخلوّ الشوارع من المواطنين والمشترين.
وأشار بعض التجار إلى استجابة غالبية المحال التجارية لدعوة الإضراب رغم اقتراب موسم عيد الفطر المبارك الذي يشهد حراكا تجاريا نشطا في البيع والشراء وينتظره التجار بفارغ الصبر لزيادة مبيعاتهم.
وقالوا إن الأسواق بشكل عام تعاني ركودا مزمنا بسبب المستجدات السياسية والمشاكل التي خلفها النظام السابق وإدارته الخاطئة للاقتصاد، ولا ضير من الإضراب يومين.
وخرج اليوم الأربعاء نحو 70 من أصل 800 موظف من وزارة النفط في وقفة احتجاجية أمام مباني الوزارة في شارع المطار، مساندين الإضراب، ووقفات احتجاجية مماثلة لموظفين في بنك السودان المركزي والمصارف الحكومية والتجارية وفروعها بالولايات، وهم يهتفون بشعارات الثورة "سلمية سلمية ضد الحرامية" و"مدنية بس" و"مدنية ياحميدتي" و"ارفع قلمك فوق... الإضراب بالذوق".
الناطق الرسمي باسم سلطة الطيران المدني، عبد الحافظ عبد الرحيم، قال لـ"العربي الجديد" إن العمل في المجال الجوي السوداني والذي يقوم بإدارة الحركة الجوية تحت سماء السودان من دون التأثر بالإضراب، مبيّنا أن إيقاف المجال الجوي حدث فقط في الأيام الأولى من الثورة بإصدار النشرة الدولية "نوتام" للإخطار بالإغلاق.
وأشار مدير إدارة الإعلام في "سوداتل"، محمد الأمين مصطفى، إلى انتظام العمل في الشبكة، وسير كل خدمات المشتركين بصورة طبيعية جدا وفي كل المواقع الإدارية والمالية والإجراءات كافة.
ولفت إلى أن حركة الاتصالات ستظل مستمرة بصورة جيدة، وليس هناك اتجاه لوقفها لأنها مرتبطة بقضاء حوائج الناس في تحويل الرصيد والمستشفيات وكل خدمات المواطنين، لكنه تحدث عن وقوف خدمات "أوماك ببري" و"العملاء بحري"، ووعد الشعب السوداني بتقديم خدمات متميزة خلال الفترة المقبلة.
القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، محمد الأسباط، قال لـ"العربي الجديد"، إن الإضراب نجح في يومه الثاني بصورة كبيرة، من حيث تزايد عدد المضربين وتمدّده إلى ولايات ومدن سودانية جديدة، وارتفاع مروحة المؤسسات المشاركة فيه.
وقال الأسباط إن اللافت هو دخول مؤسسات نوعية، خاصة الوزارات والمؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص، ما يؤشر إلى تجذّر الوعي الثوري لدى قطاعات واسعة من الشعب السوداني، الأمر الذي يشكل رافعة متينة لحركة التغيير السلمي المدني ويحقنه بقوة دفع جديدة تسهم في تحقيق انتصارات مقبلة في مسيرة الحرية والتغيير.
عضو هيئة القيادة والأمانة السياسية في حزب المؤتمر الشعبي السوداني، أبو بكر عبد الرازق، قال لـ"العربي الجديد"، إن الإضراب الشامل والعصيان المدني ينبغي أن يشل الحياة العامة والمرافق والخدمات، بما في ذلك الكهرباء والمياه والمشافي والطيران المدني.
وأوضح أن "كل هذه القطاعات تعمل وبكفاءة عالية رغم الإضراب، ولم يتضرر المواطنون من توقف خدماتها، الأمر الذي يؤكد أن الإضراب لن يُفلح في هزّ رمش المجلس العسكري وإثنائه عن الاستمرار في السلطة والتنحي لتسليمها للمدنيين".