يبدو أن الإحراج الذي كانت تسببه النجمة العالمية أنجيلينا جولي للفنانين العرب قد انتهى، بعد أن استفاق النجوم العرب وقرروا الاهتمام بالجوانب الإنسانية التي كانوا يتغافلون عنها، وباتوا يسخّرون نجوميتهم في منفعة المجتمع، وسط تنامي الحاجات الإنسانية وتنامي موجات النزوح لدى الشعوب العربية وأطفالهم، نتيجة الكوارث التي تحل بالشعوب نتيجة الاقتتال والحروب، وما ينجم عن ثورات الربيع العربي.
زيارات أنجيلينا جولي
دائماً ما تحظى زيارات النجوم العالميين للمناطق المنكوبة، بأثر بالغ في تسليط الضوء على معاناة المتضررين، خاصة من الأطفال، حيث سخّرت النجمة الأميركية تأثيرها البالغ لجمع تبرعات واستقطاب الاهتمام، بهذه الفئات عبر زياراتها المكوكية لمخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان والعراق والسودان وسواها، حيث أحدثت هذه الزيارات أثراً بالغاً في المزيد من اهتمامات مؤسسات الأمم المتحدة واليونيسيف بالأطفال واللاجئين والمحرومين في بقاع العالم المختلفة.
أقرأ ايضًا:النجوم العرب هل يستحقون لقب سفراء الإنسانية ؟
أنشطة خيرية
بالنظر إلى أسماء الفنانين العرب الذين تسلموا شهادات من مؤسسات الأمم المتحدة، للقيام بدور سفراء النوايا الحسنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تجد أن فنانين كثرا كدريد لحام وحسين فهمي ومحمود قابيل وهند صبري وفايز المالكي وحسين الجسمي وكاظم الساهر وجمال سيلمان وسواهم، تسلموا أوراق اعتمادهم ليكونوا سفراء للمنظمة العالمية للقيام بأعمال إنسانية هدفها الرئيس، تسليط الضوء على معاناة الناس، لكن يبدو أن "خمول" هؤلاء الفنانين العرب لم يساعدهم، بأكثر من القيام بزيارات إنسانية تحت أضواء العدسات، عكس نجوم العالم الغربي وتحديداً أنجيلينا جولي التي تشير المؤسسات العالمية إلى تدفقات مالية منتظمة وغير مسبوقة، كتبرع منها، فضلا عن قيامها بتبني عدة أطفال من جميع أنحاء العالم، تتولى الإشراف على تربيتهم بنفسها مع أطفالها البولوجيين.
حسين الجسمي
وقد يكون الفنان الإماراتي حسين الجسمي، من أكثر الفنانين العرب تفاعلا مع الأنشطة الإنسانية، حيث يقوم بزيارات دورية مع الهلال الأحمر الإماراتي إلى مخيمات اللاجئين في الأردن وسورية، وحديثاً شارك كمتحدث، في ملتقى التواصل الاجتماعي لخدمة الإنسانية، ضمن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، في الجامعة الأميركية بدبي، بحضور نخبة من المؤثرين الإيجابيين، وسلّط الضوء على تجربته الشخصية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة المجتمع تحت عنوان "جنسيتي الحقيقية هي الإنسانية".
ويكشف سفير النوايا الحسنة عن قناعته بأن: "العمل الإنساني والخيري عبارة عن جمع الأموال والتبرعات من أجل إغاثة الملهوفين ومساعدة الفقراء، حيث يعد ذلك أحد الجوانب، لكنه لا يعكس الصورة الكاملة، لأن الدعم المعنوي مهم كذلك، وقد أصبح باستطاعة كل فرد منا فعل الخير وهو في منزله، وذلك من خلال التغريد بالخير عبر هاتفه النقال ببساطة، أن يقوم بالإشارة لعمل الخير، سواء كان إنساناً مشهوراً أو عادياً".
أقرأ ايضًا:غناء المهجّرين: نجوم العرب يغنّون خارج أوطانهم
ويلفت الجسمي النظر بالقول: "قس نجاحك بمدى الابتسامات التي تستطيع رسمها على وجوه من حولك، والراحة النفسية التي تشعر بها، ولا مانع في أن تتباهى وتتفاخر بما أنجزته على أرض الواقع، لأنك ستكون قدوة لمن يتابعونك على شبكات التواصل الاجتماعي، وستحفز الجميع على فعل الخير".
هند صبري
هند صبري التي تتواجد حالياً في العاصمة الأردنية عمان، لتصوير دورها في فيلم "الببغاء"، تبرعت بأجر مشاركتها به لصالح اللاجئين السوريين، تعتبر أن تسخير شهرتها كفنانة في تحفيز جمع التبرعات للمحتاجين أمر إيجابي، وكانت هند التي تعمل كسفيرة لبرنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع، سافرت إلى عدة بلدان بهدف تسليط الضوء على محنة الأشخاص الأكثر احتياجا في المنطقة، ودعم عمل البرنامج لتوفير الغذاء للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. وحضرت خصيصاً في شهر رمضان الفائت لتمضية يوم مع عائلة سورية وتناول طعام الإفطار معهم. فضلا عن عرضها للجلباب الذي ارتدته في تصوير فيلم "الجزيرة" في مزاد علني، وتبرعها بأجره لصالح المشروعات الخدمية للاجئين السوريين.
أقرأ ايضًا:هند صبري: اتقوا الله فينا
كاظم الساهر
وأعطت موافقة المطرب العراقي كاظم الساهر، لأن يكون سفيراً لمنظمة اليونيسيف للطفولة في العراق، أملاً لآلاف الأطفال العراقيين الذين يعانون، من قساوة الأوضاع الحياتية الناجمة عن أعمال العنف وآثار الحروب وغياب الخدمات الأساسية. حيث تعهد الساهر بأن يكون حاملاً رسالة السلام من أطفال العراق للعالم، وأن يكون مساهماً فعالاً في التنبيه لقضيتهم الإنسانية العادلة، للمساهمة في تحسين حياة الأطفال.
فايز المالكي
وتبدو حكاية الفنان السعودي فايز المالكي مع قضية مناصرة اللاجئين، مثيرة، حيث كان قد أعلن سابقاً عن استقالته من اليونيسيف كسفير للنوايا الحسنة، وبقائه وحده مشاركاً في عمليات، إغاثة اللاجئين السوريين في لبنان، حيث بين وجود 23 ألف أسرة غير معترف بها من قبل اليونيسيف، ولم يقبلوا مساعدتهم بحسب المالكي، لأن لا غطاء سياسياً لهم، لذلك قدم استقالته من المنظمة العالمية، وساعدهم في الوصول إلى المتبرعين وإرسال تبرعاتهم لهذه الأسر.
أقرأ ايضًا:فايز المالكي: أؤيد قيادة النساء في السعودية للسيارة!