يَكبر الكثير منا معتقدين أن وجبة الفطور مقدسة غذائيًا، ولا ينبغي تجاوزها، لكثرة ما يطالبنا الآباء بتناولها بانتظام، وهي مهمة في الحقيقة، لكن العلماء يختلفون بشدة حولها، لدرجة توصل إحدى الدراسات إلى أنها "خطيرة"، لكثرة احتوائها على السكر، فما هو الواقع إذًا، وهل يعتبر الفطور بداية ضرورية لليوم، أم حيلة تسويقية من شركات الحبوب؟
هل يوجد علاقة بين الفطور والسمنة؟
اعتقد الناس لوقت طويل، أن الذين يتناولون وجبة إفطار كبيرة، أكثر احتمالًا لامتلاك مؤشر كتلة أقل، من الذين يتناولون وجبة غداء أو عشاء كبيرة، واعتبروا أن السبب هو الشعور بالشبع الناتج عن غنى الفطور بالألياف، أو تحسينه حساسية الإنسولين في الوجبات اللاحقة (مقاومة الإنسولين تسبب السمنة)، بناء على العديد من الدراسات، التي اختلف العلماء في تحليل نتائجها، وفقًا لموقع "بي بي سي".
وأشارت دراسة حديثة شاركت فيها 52 امرأة بدينة، في برنامج فقدان وزن لمدة 12 أسبوعًا، إلى أن تناول الفطور لم يكن السبب في إنقاص الوزن، بل تغير أسلوب الحياة.
لا يتأثر وزن الإنسان كثيراً بتناول الفطور أو تخطيه (Getty) |
وفي الوقت نفسه، فقدت اللاتي تخطين الفطور 7.7 كلغ بعد بدئهن بتناوله، مقارنة بـ6 كلغ فقدتهن من استمررن بتجنبه.
وتوضح ألكساندرا جونستون، أستاذة أبحاث الشهية في جامعة أبردين، أن سبب وجود علاقة بين الفطور والنتائج الصحية المحتملة، قد يعزى لقلة دراية من يتجنبون هذه الوجبة، بقواعد التغذية والصحة، وقالت: "قد يكون السبب هو ميل أولئك الذين يتناولون الفطور، إلى اتباع سلوكيات معينة تعزز الصحة، مثل عدم التدخين، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام".
هل يسبب تناول الفطور مرض السكري؟
يحتاج الاستقلاب إلى محفز مثل الفطور(Getty) |
لكن فريدريك كاربي، أستاذ الطب الاستقلابي في مركز أوكسفورد للغدد الصماء، أكد أن ارتفاع مستوى الكورتيزول للحد الأقصى في الصباح، أمر طبيعي للغاية.
وأشار كاربي إلى أن الفطور يحسن الاستقلاب، وقال: "يحتاج إطلاق عملية الاستقلاب إلى محرض أولي، يتضمن الكربوهيدرات التي تستجيب للإنسولين، لهذا يعتبر الفطور بالغ الأهمية".
حبوب الفطور والغذاء الصحي:
ارتبط تجنب وجبة الفطور، بزيادة معدل الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني، إلا أن بعض العلماء لا يعزون ذلك إلى توقيت هذه الوجبة، بل لقيمتها الغذائية، إذ إن حبوب الفطور غنية بالفيتامينات والألياف والعناصر المعدنية، بما فيها حمض الفوليك وفيتامين سي والكالسيوم والحديد.
ووجدت دراسات أخرى أن وجبات الفطور، عالية المحتوى من البروتين مثل حبوب الفطور، فعالة في الحد من الرغبة الشديدة بتناول الطعام لاحقًا، واختلف العلماء في مدى إيجابية تناول هذه الحبوب في الصباح بسبب محتواها العالي من السكر، حيث يشير البعض إلى أن الفطور أفضل وقت لتناول السكر، في حين حذر البعض من ذلك، ولا يوجد إجماع حتى اللحظة حيال هذه المسألة.
خلاصة:
لا يوجد أدلة قاطعة حتى اليوم، على نوعية الغذاء الذي ينصح بتناوله، أو التوقيت الذي يجب أن نتناوله فيه، إلا أن العلماء يجمعون على ضرورة الاستماع لأجسادنا، وتناول الطعام لدى الشعور بالجوع، وعدم الإفراط في كمية أي وجبة، لذا يعتبر الفطور المتوازن أكثر أهمية لدى أولئك الذين يشعرون بالجوع في الصباح.