يبدو أنّ مساعدة مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون، حمى عابدين، ستكون أولى ضحايا قرار مكتب التحقيق الفيدرالي "إف بي آي" إعادة التحقيقات بقضية الرسائل الإلكترونية لكلينتون.
ولم ترافق عابدين، الأميركية ذات الأصول الباكستانية، والتي تعمل إلى جانب كلينتون منذ أكثر من عشرين عاماً، وكانت ذراعها اليمنى في وزارة الخارجية وفي مؤسسة "كلينتون الخيرية"، وكذلك في حملتها الانتخابية في السباق إلى البيت الأبيض، المرشحة الديمقراطية خلال المهرجان الانتخابي الذي أقامته الأخيرة في ولاية فلوريدا.
ورغم أنّ الحملة الانتخابية لكلينتون لم تقدّم أي تفسير أو توضيح لتغيّب عابدين عن فريق المساعدين الذي يرافق المرشحة الرئاسية، إلا أنّ الحديث عن أنّ الآلاف الجديدة من الرسائل الإلكترونية التي أعادت تحقيق "إف بي آي"، في قضية البريد الإلكتروني الخاص لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، عثر عليها في جهاز كومبيوتر تتشارك عابدين في استخدامه مع زوجها عضو الكونغرس السابق أنتوني وينير، والمتهم بعمليات تحرش جنسي بفتيات قاصرات عبر الإنترنت.
وخلال تحقيقات "إف بي آي" مع كلينتون في قضية هجوم بنغازي التي قادت إلى قضية استخدام بريدها الخاص في نقل معلومات رسمية سرية، كانت عابدين محور التحقيقات، حيث خضعت لجلسات استجواب مطولة من قبل محققي المكتب الفدرالي.
ويرجّح أنّها حصلت على حصانة من قبل السلطات القضائية، كشرط للتعاون مع المحققين، على غرار عدد آخر من مساعدي كلينتون الذين تم استجوابهم في القضية.
ويرى مراقبون للحملات الانتخابية أنّ على كلينتون اتخاذ قرارات فورية، بإجراء تغييرات جذرية في فريقها الانتخابي، والذي اهتزت صورته لدى الرأي العام مؤخراً، بعد نشر موقع "ويكليكس" آلاف الرسائل الإلكترونية المقرصنة من الحملة الانتخابية للمرشحة الديمقراطية.
وكشفت تلك الرسائل عن أجواء من عدم الثقة بين أعضاء الفريق، وانتقادات متبادلة، رأى فيها البعض مؤشرات على أجواء فاسدة وغير صحية.
ويعتقد هؤلاء المراقبون أنّه ينبغي استبعاد عابدين عن الحملة الانتخابية لكلينتون، بسبب المتاعب المتتالية والأضرار التي سببها زوجها، وإن كانت عابدين قد باشرت معاملات طلاقها منه في محكمة نيويورك.
وحرصت كلينتون طوال الفترة السابقة على الدفاع عن مساعدتها عابدين، بوجه الانتقادات والإشاعات التي استهدفتها، بسبب سلوك زوجها وتحرشاته الجنسية التي سبق وأجبرته على التخلّي عن مقعده في مجلس النواب الأميركي عندما كان ممثلاً عن نيويورك. ولم تأبه حينها كلينتون للضرر السياسي الذي لحق بها جراء فضيحة وينر، ولم يؤثر ذلك على ثقتها المطلقة بزوجته.
وطوال الفترة السابقة استهدف الجمهوريون مساعدة كلينتون "المسلمة"، وحاولوا إثارة الشكوك حولها، ودورها في التأثير على مواقف وزيرة الخارجية السابقة تجاه ما يسمونه "الإسلام الراديكالي". وذهبت مواقع إلكترونية إلى الحديث عن أنّ عابدين ستكون أول مسلمة تتبوأ منصب وزيرة الخارجية الأميركية، فيما لو وصلت كلينتون إلى البيت الأبيض.
وعندما نشر موقع "ويكليكس" الرسائل الإلكترونية المقرصنة من اللجنة الانتخابية للحزب الديمقراطي، قبل ساعات من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب لإعلان كلينتون مرشحته الرسمية، غابت رئيسة الحزب ديبي شولتز عن افتتاح المؤتمر، لتعلن استقالتها لاحقاً بسبب ما تضمنّته رسائل وجهتها لقيادات الحزب من تحريض على منافس كلينتون آنذاك السيناتور بيرني ساندرز، حيث اعتُبرت رئيسة الحزب "كبش فداء" منع انقسام الحزب الديمقراطي.
ويبرز سؤال عن مدى إمكانية أي تضحية بعابدين من قبل المرشحة الديمقراطية، في المساعدة على تجاوز تداعيات مفاجاة "إف بي آي"، قبيل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية المقررة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني القادم.