هل يكون رأس بانون الثمن الذي يدفعه ترامب بعد "غزوة النازيين الجدد"؟

16 اغسطس 2017
يجيش بانون النازيين الجدد لإظهار قوته (Getty)
+ الخط -
هل يتخلّى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مستشاره للشؤون الاستراتيجية ورمز اليمين الأميركي المتطرف، ستيفن بانون، للحدّ من تداعيات انفجار العنف العنصري بعد تظاهرات النازيين الجدد والعنصريين البيض في مدينة تشارلوت بولاية فرجينيا؟


يتوقع المراقبون في واشنطن أن تخرج أخبار من البيت الأبيض في الساعات والأيام القليلة المقبلة، تحدّد المستقبل السياسي لزعيم اليمين الأميركي المتطرف، وما إذا كان ترامب سيقبل التضحية بمنظر حركة اليمين البديل ومدير حملته الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض، من أجل استمرار الشراكة في الحكم بينه وبين الاستبلشمنت الجمهوري.


وخلال مؤتمره الصحافي في ترامب تاور في نيويورك، يوم الثلاثاء، أوحت صراحة حديث الرئيس الأميركي عن مستقبل مستشاره الاستراتيجي بأن أيام بانون باتت معدودة في البيت الأبيض.


فالدعوات إلى إقالته لم تتوقف منذ تعيينه مستشاراً استراتيجياً، وكثرت الشائعات عن قرب صدور قرار إقالته بعد سقوط الجنرال مايكل فلين من منصبه كمستشار للأمن القومي. وخسر بانون بإبعاد فلين حليفاً قوياً في معركة الصراع على النفوذ في البيت الأبيض التي خاضها ضد جيريد كوشنير، زوج إيفانكا ترامب، وضد الجنرال إتش آر ماكمستر، المدير الجديد للأمن القومي، إضافة إلى المعركة الكبرى مع الاستبلشمنت الجمهوري وقوته الأخطبوطية الممتدة من الكونغرس إلى البيت الأبيض.

وليس خافياً أن أعمال العنف العنصري التي انفجرت في فرجينيا السبت الماضي وما تبعها من رد فعل ضبابي للرئيس وتردده في الإعلان عن إدانة صريحة لمجموعات النازيين الجدد، والعنصريين البيض، ساهمت في تزايد أعداد المطالبين بإقالة بانون، القائد الفعلي لتلك المجموعات العنصرية المتطرفة، خصوصاً أن آخر نسخة من تصريحات ترامب تدين عنف اليمين العنصري المتطرف المتمثل بالنازيين الجدد والعنصريين البيض كما تدين في نفس الوقت عنف المجموعات اليسارية المتطرفة، ما اعتبر عودة إلى المربع الأول ووقوف الرئيس في صف النازيين والعنصريين البيض.

وبعد استقالات عدد من المديرين في المجلس الصناعي احتجاجاً على موقف ترامب الملتبس من المواجهات العنصرية، خرجت أصوات من داخل البيت الأبيض طرحت تساؤلات عن الدور الذي لعبه بانون والمقربون منه في تأجيج المواجهة العنصرية واجتياح المتعصبين البيض والنازيين الجدد شوارع وجامعة تشارلوتفيل، احتجاجاً على قرار مجلس المدينة إزالة نصب أحد رموز الحرب الأهلية وحقبة قوانين العبودية في الولايات المتحدة.


وتحدّثت تقارير في وسائل الإعلام الأميركية وأخبار انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، عن علاقة خفية تربط بين لجوء مجموعات اليمين العنصري المتطرف إلى ورقة الشارع وبين تضييق الخناق على رموز هذا التيار في البيت الأبيض. وأشارت تلك تقارير إلى شريط فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تظاهرة النازيين الجدد والـkkk في تشارلوتفيل، يطالب خلالها المتظاهرون بإبعاد الرجل اليهودي من البيت الأبيض، في إشارة إلى كوشنير صهر الرئيس.

وتذهب وجهة النظر هذه إلى أن بانون أراد من خلال تحريك مجموعات النازيين الجدد المتأثرة بآرائه العنصرية المعادية لليهود، استعراض قوته في الشارع، من أجل تثبيت أقدامه في البيت الأبيض، وامتلاك أوراق جديدة في معركة الصراع على النفوذ التي يخوضها ضد كوشنير وضد الاستبلشمنت الجمهوري.

وإذا صحت هذه القراءة، فإن ذلك يعني أن قرار إبعاد أو بقاء بانون في البيت الأبيض مرهون بما ستؤول إليه المواجهات العنصرية، وما إذا كانت "الغزوة النازية " لتشارلوتفيل ستتكرر في مدن وولايات أميركية أخرى، في ظل حملة مضادة لمجموعات اليسار والأقليات بدأت في إزالة تماثيل شخصيات أميركية تاريخية تلطخت أسماؤها بحقبة العبودية والتمييز العنصري ضد السود.
ويستدعي كل ذلك الإجابة عن سؤال آخر يتعلق بالخيارات التي قد يلجأ إليها بانون وخلفه جحافل البيض العنصريين والنازيون الجدد، في حال أقيل من منصبه.