للهرب من برودة الشتاء وكآبته ولمحبي درجات الحرارة المرتفعة نسبياً، ما رأيكم بزيارة سلطنة عمان في هذه الفترة من العام؟ تعتبر زيارة السلطنة أمراً رائعاً خلال شهري فبراير/شباط ومارس/آذار، وخصوصاً أن درجات الحرارة تراوح بين 15 درجة مئوية ليلاً و25 درجة نهاراً، ما يعني أن حرارة الطقس المعتدلة تعد مثالية لزيارة الأماكن الأثرية، الأسواق الشعبية، والتنزه في الطبيعة الخلابة.
وتعتبر مسقط من أهم الوجهات السياحية أمام السياح العرب، والأجانب. فقد وضعت "ديلي تيليغراف" البريطانية سلطنة عمان في قائمة الأماكن التي يجب زيارتها، كونها تجمع ما بين الحداثة والماضي العتيق. إذ لا تزال محافظة على هندستها المعمارية القديمة مع تحديث المرافق والبنى التحتية، ما يجعلها محطة هامة أمام الزوار للتعرف على التاريخ القديم، كما أن زيارة السلطنة لا تتطلب أموالاً كثيرة، إذ يمكن قضاء عطلة 5 أيام بسعر يصل إلى 500 دولار.
أجواء تراثية في مسقط
تبدأ زيارة سلطنة عمان، من العاصمة مسقط، حيث تتنوع الخيارات أمام السائح. تحتوي المدنية على متاحف هامة، وآثار قديمة. في النهار يمكن زيارة الأماكن الأثرية، والتنزه في الحدائق العامة. أما ليلاً، فيمكن قضاء سهرة في أجواء تراثية، أو حتى زيارة المراكز التجارية للتسوق. تحتاج زيارة مسقط نحو يومين تقريباً، أما بالنسبة إلى الكلفة، فتراوح بين 250 و350 دولاراً، شاملة وجبات الطعام والتنقل.
تبدأ الزيارة في اليوم الأول من بيت الزبير، والذي يعتبر متحفاً للتاريخ العُماني، يضم المتحف 6 مبان منفصلة تحتوي على مجموعة كبيرة من المقتنيات التراثية والفنية، ويضم أيضاً بيتاً عمانياً قديماً، بالإضافة إلى سوق قديم، يمثل حقبة زمنية تعود إلى أكثر من 50 عاماً.
وبعد الانتهاء من زيارة بيت الزبير، لا بد من زيارة مسجد السلطان قابوس. ويتميز المسجد بالفن المعماري الذي يزين قببه وجدرانه، حيث تم تزيين المسجد بأكثر من 8 ملايين قطعة من الفسيفساء. وضمن الأجواء التراثية، فإن زيارة المتحف الوطني مهمة، إذ يضم نحو 14 معرضاً للرسوم والأدواث التراثية القديمة. ولمحبي الأسلحة، فإن المتحف يضم معرضاً مخصصاً للأسلحة القديمة.
أما اليوم الثاني، فيمكن تخصيصه للقيام بالعديد من الأنشطة الترفيهية، وأبرزها زيارة مارينا بندر الروضة. وهو مكان خاص بالألعاب والأنشطة المائية المُختلفة، مثل الصيد والغوص وغيرها، إلى جانب السباحة والاسترخاء على الشاطئ، ناهيك عن سلسلة المطاعم الموجودة، والمتاجر التي يمكن زيارتها والاستمتاع بالتسوق وشراء الهدايا التذكارية.
الاستجمام في صلالة
تعد صلالة عروس السياحة في السلطنة نظراً للطبيعة الخلابة والأجواء المناخية التي تتمتع بها طوال أيام السنة. وفي شهر فبراير، تعتبر المدينة مكاناً ملائماً للرحلات البحرية، وممارسة رياضة السباحة في الشواطئ المائية الفيروزية. يمكن للسائح قضاء يومين في الفنادق والمنتجعات السياحية، بسعر يبدأ من 50 دولاراً في الليلة الواحدة.
تبدأ زيارة مدينة صلالة من وادي دربات الذي يحتوي على عدد من الشلالات والبحيرات والجبال المكسوة بالأشجار والزهور النادرة، كما لا بد من زيارة عين رزات، التي تبعد 30 كيلومتراً عن مركز المدينة، وتتميز بطبيعتها الخلابة. في عين رزات، يمكن استئجار قارب صغير والتجول به داخل المياه.
ولمحبي السباحة، لا بد من زيارة شاطئ المغسيل، والذي يقع غرب المدينة، ويتميز بمياهه الفيروزية ورماله الناعمة المميزة والتي تُحيطها الصخور السوداء.
وفي اليوم الثاني، يمكن زيارة الأماكن الأثرية المتنوعة، وأبرزها زيارة مدينة سمهرم الأثرية، والتي تعود إلى عام 100 قبل الميلاد، وتحتوي على قلعة ومبان تعود إلى العصور الحجرية.
متعة إضافية
بعيداً عن الأجواء التاريخية والآثار، ما رأيكم بقضاء اليوم الأخير من الرحلة في الجبل الأخضر؟ يعتبر من المعالم الطبيعية الساحرة في السلطنة، حيث تحيط به القرى الجبلية، والوديان. فإن كنتم من محبي المشي في الطبيعة، ستجدون متعة استثنائية خلال تسلقكم الجبل في ساعات الصباح الأولى عند مطلع الشمس. وبعد الانتهاء من تسلق الجبل، لا بد من زيارة القرى المحيطة، حيث يمكن تناول وجبة الفطور في المطاعم الشعبية، والاستمتاع برائحة الخبز الطازج وتناوله فور خروجه من الموقد، وبعد الانتهاء من الفطور، كوب من الشاي مع الحليب والهيل والزنجبيل، ينتظركم.
أما فترة بعد الظهر، فما رأيكم برحلة سفاري في الصحراء؟ ينصح خبراء السياحة بزيارة صحراء وهيبة، والتي تعتبر من أجمل الأماكن في سلطنة عمان لمحبي التخييم والسهر، وتقام حفلات تراثية كل مساء، يمكن خلالها اكتشاف حياة الصحراء وتناول الأطعمة المشوية مع القهوة العربية.
تنوع بالمذاق
تتميز بيئة سلطنة عمان بالتنوع، بدءاً من الصحراء، وصولاً إلى الجبال، ومروراً بالشواطئ البحرية، وهذا التنوع انعكس إيجاباً على المطبخ العماني، حيث يتميز بتنوع المأكولات. ومن يزور السلطنة، لا بد له من تذوق أشهر المأكولات التقليدية، ومنها الشواء العُماني، وهو لحم يدفن لليلة كاملة، ومن ثم يطهى على نار هادئة في حفرة، ويمتاز بغنى نكهته نظراً لاستخدام التوابل، ويعد هذا الطبق مناسباً جداً خلال التخييم في الصحراء.
وتشتهر البلاد أيضاً بالأسماك، حيث تتنوع المطاعم التي تقدم أطباقاً مختلفة من الأسماك. ومن أشهر الأطباق: الفرفينة، وهو نوع من أنواع المقبلات، مكون من السمك والبصل. كما يتميز المطبخ العماني بالأرز الذي يقدم مع اللحم، الدجاج، والسمك. أما بالنسبة إلى الحلوى، فهي مميزة أيضاَ، حيث تشتهر البلاد أيضاً بتقديم حلوى مصنوعة من السكر وماء الورد الجبلي والمكسرات والزعفران، وتشتهر بها ولاية بركاء، في شمال عمان، حيث تم إنشاء مصنع خاص لها عام 1951، وكذلك ولاية نزوى، وتختلف الحلوى من منطقة لأخرى.
أما بالنسبة إلى أسعار الأطباق، فهي تراوح ما بين 15 و20 دولاراً، ويقدم الطبق مع المقبلات، واللبن.
وتشتهر عمان أيضاً بتقديم القهوة في كل الأماكن، وكل الأوقات، ويمكن تناول القهوة العمانية مع الهال في عدد كبير من المقاهي الشعبية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
ذات صلة
المزيد في منوعات
