على أوتار التناغم العالمي تارة والاضطراب الدولي تارة أخرى؛ يمارس أحد أكبر أساطين السياسة الأميركية المعاصرة، العزف بتمكن بارز، متكئاً على خبرته الواسعة بوصفه أحد أهم المستشارين والمسؤولين الأميركيين "السابقين" في العصر الحديث، حيث يرجع كثيرون الفضل إليه في تشكيل معظم السياسات الأميركية الخارجية في العقود الأخيرة.
إنه هنري كيسنجر ذلك الشيخ التسعيني، الذي -ربما- يختم حياته بكتاب مثير للجدل، هو كتاب (النظام العالمي)، حول وجهة النظر الأميركية في بناء نظام دولي مشترك في القرن الواحد والعشرين، في ظل توجهات تاريخية متباينة وصراعات عنيفة وتكنولوجيا متكاثرة وتطرف أيديولوجي.
يرى كيسنجر أنه لم يكن هناك، أبداً، نظام عالمي حقيقي، فالحضارات حين حددت مفاهيمها الخاصة بالنظام، رأينا كلاً منها تعتبر نفسها مركزَ العالم. فالجميع يتصور أن مبادئه المتميزة هي المرجعية الكونية. الصين تصورت ترتيباً هرمياً للثقافة العالمية؛ يقبع فيه الإمبراطور على القمة. وفي أوروبا تخيلت روما أنها محاطة بالبرابرة. وعندما تجزأت روما؛ صقلت الشعوب الأوروبية لنفسها مفهوماً عن السيادة المتوازنة للدول، وفكرت في تصدير مفهومها للعالم. كذلك اعتبر المسلمون في القرون الأولى بعد ظهور الإسلام؛ بأن دينهم يمثل الوحدة الشرعية السياسية الوحيدة في العالم، فاتجهوا إلى التوسع بلا نهاية!
يتنقل كيسنجر بين القرون والعقود بسرعة محاولاً ربط الأحداث، وتفسير الحاضر على أساس الماضي؛ يقول: إن ليبيا في حالة حرب أهلية، وجيوش الأصوليين "الإسلاميين" تبني خلافة معلنة عبر سورية والعراق، والديمقراطية الشابة في أفغانستان على وشك الشلل. ويضاف إلى هذه المشكلات تجدد التوتر مع روسيا، وإقامة علاقات مع الصين، ممزقة بين تعهدات بالتعاون وتبادل علني للاتهامات، مؤكداً أن فكرة النظام التي يمكن الارتكاز عليها في العصر الحديث أصبحت في أزمة.
وفي انتقالاته التي تخطف الأنفاس؛ يهبط كيسنجر على منطقتنا العربية، مشيراً إلى أن الدول الكبرى اكتشفت، أخيراً، أنّ النزاع في سورية لم يعد متعلقاً بخلع الأسد. فاللاعبون الأصليون، سورياً وإقليمياً، تعاملوا مع الحرب كلعبة لتحقيق النصر وليس الديمقراطية. إذ كانوا مهتمين بالديمقراطية طالما أنها تنتهي بتنصيب الجماعة التي يدعمونها، ولذا وجدناها لا تقبل نظاماً يفرض التحكم في جماعتها.
ثم قامت القوى الإقليمية بإرسال الأسلحة والأموال والدعم اللوجيستي إلى الجماعات والطوائف التي تحقق مصالحها وتتبعها، فالسعودية ودول الخليح دعمت الجماعات السنية، وإيران دعمت الأسد من خلال حزب الله. ومع دخول المعركة حالة من الجمود، مالت الكفة لصالح الجماعات المتشددة التي تخوض معارك وحشية ولا تلقي بالاً لحقوق الإنسان. وأدى النزاع إلى إعادة رسم الشكل السياسي في سورية، وربما المنطقة. فقد قام الأكراد السوريون بإنشاء منطقة حكم ذاتي خاصة بهم على طول الحدود التركية، والتي قد تندمج مع مرور الوقت مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق، فيما ترددت الأقليات الدرزية والمسيحية التي خشيت تكرار ما حدث في مصر، وخشيت من تصرفات "الإخوان المسلمين" تجاه الأقليات بدعم إبقاء النظام. كما يقوم "تنظيم الدولة" ببناء خلافة في المناطق التي سيطر عليها في كل من سورية وغرب العراق، حيث أثبتت كل من بغداد ودمشق عجزاً واضحاً لفرض هيبة الدولة.
أما عن رؤيته للربيع العربي؛ فهو يرى أن الغرب فسّر انتفاضة ميدان التحرير كدليل على صحة وجود بديل ديمقراطي منذ وقت طويل. مؤكداً أن الربيع العربي بدأ كانتفاضة جيل جديد يدعو إلى الليبرالية الديمقراطية التي سريعاً ما نحيت جانباً وكبتت وسحقت. وأثبتت القوى المتجذرة في الجيش والدين في الأرياف أنها أقوى وأكثر تنظيماً من العناصر المنتمية للطبقة الوسطى التي كانت تتظاهر مطالبة بتحقيق الديمقراطية في ميدان التحرير. ومع عودة النظام العسكري للحكم في القاهرة؛ فقد عاد النقاش من جديد حول أهمية الحفاظ على المصالح الأمريكية وأهمية نشر الحكم الشرعي وحقوق الإنسان.
يشير هنري كيسنجر إلى أن سياسات الولايات المتحدة ودعواتها لتشكيل قوىً ديمقراطية عادة ما كانت تؤدي إلى الفشل، كما في حالة شاه إيران، أو لا يُلقى لها بالٌ كما في مصر التي أطاح فيها عبد الفتاح السيسي بالحكومة المنتخبة. والذي على ما يبدو لم يستمع لمطالب أميركا، وذهب باحثاً عن تحالفات جديدة، مبتعداً بذلك عن الحلف التقليدي مع واشنطن.
ويبدو أن المشكلة بالنسبة لهنري كيسنجر هي أن السيسي يحاول أن يغرد بعيداً عن السرب الأميركي، رغم إقرار كيسنجر بانقلاب الجنرالات فى مصر على الحكم المنتخب بعد الثورة المصرية.
بل إن الغريب أن يمضي كيسنجر إلى أبعد من ذلك، حين يقرر أن الولايات المتحدة لا تقدم حلولاً، ولا تساهم في حل الأزمات الاجتماعية للدول التي تدور في فلكها فيقول "إن التقارب الدبلوماسي مع الولايات المتحدة لم يكن قادراً على حل مشكلات الأنظمة العسكرية القومية، كما لم يحل التقارب مع الاتحاد السوفييتي أي مشكلات سياسية، وكذلك فإن التعاون مع الولايات المتحدة لم ينزع فتيل الأزمات الاجتماعية".
وهنا يتبدى السؤال: ما دور الولايات المتحدة إذن، وهي التي تقوم باعتبارها حاملة مشعل القيادة في العالم؟!
وهو حين يتحدث عن العراق يقول، إنه لم يؤد حلّ نظام صدام حسين القاسي إلى ديمقراطية بل إلى انتقام، حيث عمل كل فصيل على تعزيز سلطته ضد الفصيل الآخر.
ثم إلى ليبيا مقرراً، أن إطاحة نظام القذافي أدت إلى نزع أي مظهر من مظاهر الحكم الوطني. وقامت الجماعات والقبائل بتسليح نفسها من أجل تحقيق الحكم الذاتي عبر المليشيات المستقلة. وفي الوقت الذي حصلت فيه حكومة مؤقتة في طرابلس على اعتراف دولي، إلا أنها لم تكن قادرة على فرض سيادتها خارج العاصمة. فانتشرت الجماعات المتطرفة، مما أدى إلى اندلاع العنف في الدول المجاورة باستخدام السلاح الذي نهبته من ترسانة القذافي.
ولعل من أهم اعترافات كيسنجر في الكتاب، أننا نعيش اليوم في عالم نرى فيه المجتمع الدولي دائم الاحتجاج، ولا يتفق على أهداف ولا أساليب ولا حدود تربط بين اللاعبين الدوليين. ومن هنا كانت الحاجة لبناء نظام عالمي.
ويستخلص كيسنجر أنه عقب الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من عقود، فإن الولايات المتحدة والتي اشتدت باقتصادها وثقتها القومية، بدأت تحمل مشعل القيادة الدولية وأضافت بعداً جديداً. وكأمة قد تأسست بوضوح على فكرة الحكم النيابي الحرّ، فقد عرَفَتْ الولايات المتحدة صعودها بانتشار الحرية والديمقراطية وتأمينها هذه القوى بالقدرة على بلوغ السلام العادل والدائم.
فى حين يرى كيسنجر أن المقاربة الأوروبية التقليدية للنظام كانت تنظر للدول والشعوب على أنهم في الأصل متنافسون، ولتقييد هذه الطموحات التنافسية التصادمية، فإنها تعتمد على توازن القوى وفريق من السياسيين المتفتحين. بينما وجهة النظر الأميركية السائدة تعتبر أن الناس عقلانيون بطبيعتهم ولديهم حس مشترك بأن نشر الديمقراطية يجب أن يكون الهدف الأسمى للنظام الدولي.
كما أنه يعتقد أن الفترة من عام 1948 إلى نهاية القرن، ولو أنها تشكل لحظة بسيطة في التاريخ البشري، إلا أنها تعطينا القدرة على التحدث عن نظام عالمي ناشئ يتألف من خليط من المثالية الأميركية والمفاهيم الأوروبية التقليدية عن الدولة وتوازن القوى، ورغم وجود أجزاء كبيرة من العالم لم تشارك في هذا النظام، إلا أنها – كما يرى كيسنجر – قد أذعنت له.
(كاتب مصري)
إنه هنري كيسنجر ذلك الشيخ التسعيني، الذي -ربما- يختم حياته بكتاب مثير للجدل، هو كتاب (النظام العالمي)، حول وجهة النظر الأميركية في بناء نظام دولي مشترك في القرن الواحد والعشرين، في ظل توجهات تاريخية متباينة وصراعات عنيفة وتكنولوجيا متكاثرة وتطرف أيديولوجي.
يرى كيسنجر أنه لم يكن هناك، أبداً، نظام عالمي حقيقي، فالحضارات حين حددت مفاهيمها الخاصة بالنظام، رأينا كلاً منها تعتبر نفسها مركزَ العالم. فالجميع يتصور أن مبادئه المتميزة هي المرجعية الكونية. الصين تصورت ترتيباً هرمياً للثقافة العالمية؛ يقبع فيه الإمبراطور على القمة. وفي أوروبا تخيلت روما أنها محاطة بالبرابرة. وعندما تجزأت روما؛ صقلت الشعوب الأوروبية لنفسها مفهوماً عن السيادة المتوازنة للدول، وفكرت في تصدير مفهومها للعالم. كذلك اعتبر المسلمون في القرون الأولى بعد ظهور الإسلام؛ بأن دينهم يمثل الوحدة الشرعية السياسية الوحيدة في العالم، فاتجهوا إلى التوسع بلا نهاية!
يتنقل كيسنجر بين القرون والعقود بسرعة محاولاً ربط الأحداث، وتفسير الحاضر على أساس الماضي؛ يقول: إن ليبيا في حالة حرب أهلية، وجيوش الأصوليين "الإسلاميين" تبني خلافة معلنة عبر سورية والعراق، والديمقراطية الشابة في أفغانستان على وشك الشلل. ويضاف إلى هذه المشكلات تجدد التوتر مع روسيا، وإقامة علاقات مع الصين، ممزقة بين تعهدات بالتعاون وتبادل علني للاتهامات، مؤكداً أن فكرة النظام التي يمكن الارتكاز عليها في العصر الحديث أصبحت في أزمة.
وفي انتقالاته التي تخطف الأنفاس؛ يهبط كيسنجر على منطقتنا العربية، مشيراً إلى أن الدول الكبرى اكتشفت، أخيراً، أنّ النزاع في سورية لم يعد متعلقاً بخلع الأسد. فاللاعبون الأصليون، سورياً وإقليمياً، تعاملوا مع الحرب كلعبة لتحقيق النصر وليس الديمقراطية. إذ كانوا مهتمين بالديمقراطية طالما أنها تنتهي بتنصيب الجماعة التي يدعمونها، ولذا وجدناها لا تقبل نظاماً يفرض التحكم في جماعتها.
ثم قامت القوى الإقليمية بإرسال الأسلحة والأموال والدعم اللوجيستي إلى الجماعات والطوائف التي تحقق مصالحها وتتبعها، فالسعودية ودول الخليح دعمت الجماعات السنية، وإيران دعمت الأسد من خلال حزب الله. ومع دخول المعركة حالة من الجمود، مالت الكفة لصالح الجماعات المتشددة التي تخوض معارك وحشية ولا تلقي بالاً لحقوق الإنسان. وأدى النزاع إلى إعادة رسم الشكل السياسي في سورية، وربما المنطقة. فقد قام الأكراد السوريون بإنشاء منطقة حكم ذاتي خاصة بهم على طول الحدود التركية، والتي قد تندمج مع مرور الوقت مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق، فيما ترددت الأقليات الدرزية والمسيحية التي خشيت تكرار ما حدث في مصر، وخشيت من تصرفات "الإخوان المسلمين" تجاه الأقليات بدعم إبقاء النظام. كما يقوم "تنظيم الدولة" ببناء خلافة في المناطق التي سيطر عليها في كل من سورية وغرب العراق، حيث أثبتت كل من بغداد ودمشق عجزاً واضحاً لفرض هيبة الدولة.
أما عن رؤيته للربيع العربي؛ فهو يرى أن الغرب فسّر انتفاضة ميدان التحرير كدليل على صحة وجود بديل ديمقراطي منذ وقت طويل. مؤكداً أن الربيع العربي بدأ كانتفاضة جيل جديد يدعو إلى الليبرالية الديمقراطية التي سريعاً ما نحيت جانباً وكبتت وسحقت. وأثبتت القوى المتجذرة في الجيش والدين في الأرياف أنها أقوى وأكثر تنظيماً من العناصر المنتمية للطبقة الوسطى التي كانت تتظاهر مطالبة بتحقيق الديمقراطية في ميدان التحرير. ومع عودة النظام العسكري للحكم في القاهرة؛ فقد عاد النقاش من جديد حول أهمية الحفاظ على المصالح الأمريكية وأهمية نشر الحكم الشرعي وحقوق الإنسان.
يشير هنري كيسنجر إلى أن سياسات الولايات المتحدة ودعواتها لتشكيل قوىً ديمقراطية عادة ما كانت تؤدي إلى الفشل، كما في حالة شاه إيران، أو لا يُلقى لها بالٌ كما في مصر التي أطاح فيها عبد الفتاح السيسي بالحكومة المنتخبة. والذي على ما يبدو لم يستمع لمطالب أميركا، وذهب باحثاً عن تحالفات جديدة، مبتعداً بذلك عن الحلف التقليدي مع واشنطن.
ويبدو أن المشكلة بالنسبة لهنري كيسنجر هي أن السيسي يحاول أن يغرد بعيداً عن السرب الأميركي، رغم إقرار كيسنجر بانقلاب الجنرالات فى مصر على الحكم المنتخب بعد الثورة المصرية.
بل إن الغريب أن يمضي كيسنجر إلى أبعد من ذلك، حين يقرر أن الولايات المتحدة لا تقدم حلولاً، ولا تساهم في حل الأزمات الاجتماعية للدول التي تدور في فلكها فيقول "إن التقارب الدبلوماسي مع الولايات المتحدة لم يكن قادراً على حل مشكلات الأنظمة العسكرية القومية، كما لم يحل التقارب مع الاتحاد السوفييتي أي مشكلات سياسية، وكذلك فإن التعاون مع الولايات المتحدة لم ينزع فتيل الأزمات الاجتماعية".
وهنا يتبدى السؤال: ما دور الولايات المتحدة إذن، وهي التي تقوم باعتبارها حاملة مشعل القيادة في العالم؟!
وهو حين يتحدث عن العراق يقول، إنه لم يؤد حلّ نظام صدام حسين القاسي إلى ديمقراطية بل إلى انتقام، حيث عمل كل فصيل على تعزيز سلطته ضد الفصيل الآخر.
ثم إلى ليبيا مقرراً، أن إطاحة نظام القذافي أدت إلى نزع أي مظهر من مظاهر الحكم الوطني. وقامت الجماعات والقبائل بتسليح نفسها من أجل تحقيق الحكم الذاتي عبر المليشيات المستقلة. وفي الوقت الذي حصلت فيه حكومة مؤقتة في طرابلس على اعتراف دولي، إلا أنها لم تكن قادرة على فرض سيادتها خارج العاصمة. فانتشرت الجماعات المتطرفة، مما أدى إلى اندلاع العنف في الدول المجاورة باستخدام السلاح الذي نهبته من ترسانة القذافي.
ولعل من أهم اعترافات كيسنجر في الكتاب، أننا نعيش اليوم في عالم نرى فيه المجتمع الدولي دائم الاحتجاج، ولا يتفق على أهداف ولا أساليب ولا حدود تربط بين اللاعبين الدوليين. ومن هنا كانت الحاجة لبناء نظام عالمي.
ويستخلص كيسنجر أنه عقب الحرب العالمية الثانية، وما تلاها من عقود، فإن الولايات المتحدة والتي اشتدت باقتصادها وثقتها القومية، بدأت تحمل مشعل القيادة الدولية وأضافت بعداً جديداً. وكأمة قد تأسست بوضوح على فكرة الحكم النيابي الحرّ، فقد عرَفَتْ الولايات المتحدة صعودها بانتشار الحرية والديمقراطية وتأمينها هذه القوى بالقدرة على بلوغ السلام العادل والدائم.
فى حين يرى كيسنجر أن المقاربة الأوروبية التقليدية للنظام كانت تنظر للدول والشعوب على أنهم في الأصل متنافسون، ولتقييد هذه الطموحات التنافسية التصادمية، فإنها تعتمد على توازن القوى وفريق من السياسيين المتفتحين. بينما وجهة النظر الأميركية السائدة تعتبر أن الناس عقلانيون بطبيعتهم ولديهم حس مشترك بأن نشر الديمقراطية يجب أن يكون الهدف الأسمى للنظام الدولي.
كما أنه يعتقد أن الفترة من عام 1948 إلى نهاية القرن، ولو أنها تشكل لحظة بسيطة في التاريخ البشري، إلا أنها تعطينا القدرة على التحدث عن نظام عالمي ناشئ يتألف من خليط من المثالية الأميركية والمفاهيم الأوروبية التقليدية عن الدولة وتوازن القوى، ورغم وجود أجزاء كبيرة من العالم لم تشارك في هذا النظام، إلا أنها – كما يرى كيسنجر – قد أذعنت له.
(كاتب مصري)