فتح قصر الإليزيه أبوابه من جديد أمام الجمهور ليوم واحد في بداية كلّ شهر، للتجوّل في حدائقه واكتشاف المكان، حيث يُمضي الرئيس الفرنسي بعضاً من وقته الخاصّ مع ضيوفه، في تلك الحديقة الساحرة.
إعادة فتح الحدائق بادرة ووعدٌ قطعهما الرئيس فرانسوا هولاند لدى انتخابه. وكان هذا التقليد قد بقي ساري المفعول حتّى بداية عام 2013. وخلال العمليات العسكرية الفرنسية في مالي، توقّفت الزيارات، وفقاً لما فرضته خطة "فيجيبيرات" من إجراءات أمنية مشدّدة.
فحديقة الإليزيه تقتصر مساحتها على هيكتارَيْن، وهي مليئة بالأشجار والورود وتوجد فيها نافورة تجذب دوماً عدسات المصوّرين. تستضيف الحدائق احتفالات كبرى، أبرزها الاحتفال السنوي في 14 يوليو/تموز، في العيد الوطني الفرنسي.
كما أنّها شهدت محطات تاريخية في غاية الأهمية، وتحمل أسرار رؤساء فرنسا، الذين تعاقبوا، من شارل ديغول إلى فرانسوا ميتران مروراً بجاك شيراك وغيرهم. والعديد من الزوار يأتون إلى هذا المكان من باب الفضول ولتأمّل الحديقة. ويشدّد الزائرون على أنّ البعد الرمزي للمكان هو الذي يجذبهم، إضافة إلى رغبتهم في رؤية المكان حيث اتّخذت وتُتّخذ القرارات المصيرية.
ولدى الإعلان عن إعادة افتتاح الحدائق، طلبت الرئاسة الفرنسية من الزوّار أن يرتدوا لباساً لائقاً وأن يتصرّفوا بشكل مقبول دون ارتكاب تجاوزات، مع السماح بدخول الأطفال، لكنّ الألعاب ممنوعة.
هذه الحدائق تبدو في أجمل حالاتها منذ سنوات عديدة، وتتطلّب عناية خاصّة، ويتولّى شؤونها فريق كامل من المهندسين والبساتنة.