وتعهدت قيادة التحالف العربي، بقيادة السعودية، اليوم الأحد، بإجراء "تحقيق فوري" بمشاركة خبراء أميركيين حول القصف الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء. وقال التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن "لدى قواتنا تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية، وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر".
وأكد أنه "سيتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأميركية تمت الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة". وأشار إلى أنه "سيتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم، وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيقات".
وأعربت قيادة قوات التحالف عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في "الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء، جراء الأعمال القتالية الدائرة منذ استيلاء الانقلابيين (في إشارة للحوثيين) على السلطة هناك في سبتمبر/أيلول 2014".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، نيد برايس، في بيان، إنّ "التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكاً على بياض، وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية".
وأعرب عن قلق بلاده "حيال التقارير عن الغارة على قاعة للعزاء في اليمن، والتي إذا تأكدت ستكون استمراراً للسلسلة المقلقة من الهجمات التي تضرب المدنيين اليمنيين"، مضيفاً "مستعدون لضبط دعمنا بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأساوي في اليمن".
كما دان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الأحد، القصف الذي تعرض له مجلس العزاء، مشددًا على ضرورة انتهاء الحرب في البلاد بـ"أسرع وقت ممكن".
وقال ولد الشيخ في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه عبر موقع تويتر، "ندين بشدة ما حصل في حفل العزاء باليمن، ونرجو للموتى الرحمة والغفران، كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين، يجب أن تنتهي الحرب بأسرع وقت".
وأضاف "تذكر الأمم المتحدة مرة جديدة أن استهداف التجمعات الأسرية عمل غير إنساني، ويتناقض مع القوانين الدولية ومعاقبة الفاعلين ضرورة".
من جهتها، دانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "مقتل عشرات المدنيين في العاصمة اليمنية صنعاء نتيجة عدة هجمات طاولت مجلس عزاء حضره المئات".
وقال مدير اللجنة الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط، روبير مارديني "نحن نستنكر وقوع هذه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين"، مضيفًا "لقد دفع المدنيون في اليمن بالفعل ثمنًا باهظًا على مدار العام ونصف العام المنصرم".
في السياق ذاته، اعتبر الاتحاد الأوروبي أنّ "تكلفة الحرب في اليمن بلغت حداً لا يطاق"، مشيراً إلى "الهجوم المروع الذي استهدف مجلس عزاء، وتسبب بخسائر فادحة في الأرواح بين المشاركين في العزاء وأفراد الأسرة".
ودعا، في بيان، إلى "تحديد المسؤولين عن الهجوم ومحاسبتهم، وأكد أنه يتعين على الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة العمل على وضع حد للحرب دون تأخير"، لافتاً إلى "أهمية عودة الأطراف إلى طاولة التفاوض". وأكّد دعمه الكامل للجهود التي يبذلها المبعوث الأممي إلى اليمن للوصول إلى حل سياسي في البلاد.
كما دانت الأمم المتحدة، اليوم الأحد، القصف في بيان أصدره وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة الطارئة ستيفن أوبراين. وقال إن "الأمم تدين بقوة وبشكل قاطع ولا لبس فيه القصف الجوي الذي تعرض له مجلس العزاء، ما أدى إلى مقتل مدنيين بينما كان المجلس يعج بآلاف المشيعين".
وأضاف المسؤول الأممي "أنا مرعوب للغاية وفي شدة الانزعاج من أنباء مقتل مدنيين، إذ تشير التقارير إلى مقتل أكثر من 140 شخصا وجرح 500 آخرين نتيجة لذلك الهجوم الفاضح، وأقدم خالص التعازي ومواساتي لعائلات الضحايا والمصابين".
ودعا إلى "إجراء تحقيق سريع وشفاف ونزيه في هذا الحادث لضمان المساءلة"، مطالبًا "كافة الأطراف بحماية المدنيين ووقف استخدام الأسلحة المتفجرة أو القيام بعمليات قصف جوي في أماكن مأهولة بالسكان المدنيين". ولفت إلى أن "هذا الهجوم الرهيب يمثل تجاهلا تاما للحياة البشرية، ويسلط الضوء مرة أخرى على المخاطر الكبرى التي يواجهها المدنيون، عندما يتم استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق الحضرية".
وأشار إلى أن "القانون الإنساني الدولي واضح جدا في هذا الصدد: يجب على الأطراف المتحاربة حماية المدنيين والتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية".
وأضاف "أحث جميع الأطراف على وقف العنف، والعودة إلى المفاوضات السياسية ووضع حد لهذا الصراع المدمر مرة واحدة وإلى الأبد".
بدوره، أعلن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكغولدريك، إدانته لـ"الهجوم المروع" الذي استهدف مجلس عزاء، أمس السبت. وأشار إلى أنّ "التقارير الطبية الأولية لمسؤولي الصحة في اليمن تفيد بمقتل أكثر من 140 شخصاً وإصابة حوالي 525 آخرين".
وأوضح بيان صادر عن مكتب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أنّ "مجتمع العمل الإنساني في اليمن أصيب بالصدمة وهو غاضبٌ جراء الغارات الجوية التي استهدفت الصالة الكبرى الخاصة بالمناسبات الاجتماعية، إذ كان يؤمها آلاف المعزين الذين حضروا إليها لتقديم واجب العزاء".
ولفت منسق الشؤون الإنسانية إلى أنّ "جهات الاستجابة الأولية العاجلة اليمنية وصلت إلى الميدان، على الرغم من الظروف الصعبة للمساعدة في التعامل مع القتلى والجرحى الذين سقطوا جراء هذا الفعل اللامسؤول"، مذكّراً جميع أطراف النزاع بـ"التزاماتهم وفقاً للقانون الدولي الإنساني بحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية".
وقُتل أكثر من 140 قتيلاً وإصابة 525 جريحاً، جرّاء غارات استهدفت عزاء حضره مسؤولون موالون لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) كما حضره بعض حلفائهم، في العاصمة اليمنية صنعاء، عصر أمس السبت.
وأكّد شهود عيان ومصادر أمنية لـ"العربي الجديد" أنّ "غارتين استهدفتا الصالة الكبرى الخاصة بالمناسبات والواقعة في منطقة الخمسين جنوب العاصمة صنعاء، عصر أمس، حيث كان يُقام عزاء بوفاة والد وزير الداخلية الموالي للحوثيين، جلال الرويشان، ونتج عنهما سقوط عشرات القتلى والجرحى".