واشنطن تحرّك أكبر سفنها للخليج وقوات إيرانية تدخل العراق

14 يونيو 2014
هاغل أكد أن تحريك حاملة الطائرات لحماية المصالح الأميركية(Getty)
+ الخط -

في الوقت ينتظر أن يكشف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في الأيام المقبلة، عن الخيار الذي سيلجأ إليه في التعامل مع الأزمة في العراق، في ظل اتساع سيطرة الفصائل المسلحة على عدد من أبرز المدن الحيوية في البلاد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم السبت، أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل، أمر بتحرك حاملة طائرات لدخول الخليج في حال اللجوء إلى خيارات عسكرية في العراق.

وقال "البنتاغون": إن هذا الأمر سيوفر مرونة إضافية للقوات الأميركية "إذا تم اللجوء للخيارات العسكرية لحماية أرواح الأميركيين والمواطنين والمصالح الأميركية في العراق.

وأضاف البيان، أن حاملة الطائرات "جورج اتش.دبليو. بوش" ستتحرك من شمال بحر العرب برفقة الطراد "فيلبين سي" المزود بصواريخ موجهة والمدمرة "تروكستون" المزودة أيضاً بصواريخ موجهة، مؤكداً بأنه من المتوقع أن تكمل السفن دخولها إلى الخليج في وقت لاحق من اليوم السبت.

ووفقاً لمعلومات البحرية الأميركية، فإن حاملة الطائرات أكبر سفينة حربية في العالم. وتعمل بمحركين نوويين ويمكنها حمل طاقم مكون من ستة آلاف فرد.

وحتى اللحظة، يبدو أن الخيارات الأميركية تتراوح بين توجيه ضربات جوية ضد المسلحين والإسراع بإرسال أسلحة وتوسيع نطاق تدريب قوات الأمن العراقية.

ووصفت وزارة الدفاع الأميركية سابقاً خيار اللجوء إلى مثل هذه الضربات الجوية بأنها "ضربات نشطة". وقد تشنها حاملات طائرات أو من القاعدة الجوية الأميركية في أنجرليك في تركيا.

وفي السياق، أفادت وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة كثّفت بالفعل جمع المعلومات الاستخبارية بإرسال طائرات بلا طيار للتحليق فوق العراق.

وفيما وصف مسؤول أميركي رفيع المستوى ما يجري في العراق بأنه "فوضى عارمة"، نقلت "رويترز" عن مصدر مطلع على خطط البيت الأبيض قوله "إن الإدارة التي تأمل في تخفيف أخطار رد فعل أميركي فاشل قد تلجأ إلى اتباع نهج مرحلي يتمثل أولاً في محاولة دعم القوات العراقية، وربما اللجوء إلى عمل عسكري مباشر اذا زاد تدهور الوضع".

تدخل إيراني

وفي مقابل التردد الأميركي، تبدو إيران حاسمة في موقفها الداعم لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي. وفي السياق ذاته، كشف موقع إخباري مقرب من الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود بارزاني، اليوم السبت، عن دخول قوة عسكرية إيرانية الى داخل الأراضي العراقية من الحدود المشتركة وانتقالها الى العاصمة بغداد.

ونقل موقع "باسنيوز" الاخباري، المدعوم من حزب بارزاني، عن مصادر خاصة به، أن "قوة عسكرية إيرانية يزيد قوام أفرادها على 500 عسكري دخلت إلى العراق من نقطة (نفط خانة) الحدودية في قضاء خانقين الخاضع لسيطرة (البشمركة) الموالين لحزب الرئيس العراقي جلال طالباني، المقرب من إيران".

وأشار الموقع إلى أن القوة كانت تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة واستقرت لبعض الوقت في معسكر للجيش العراقي يدعى "كوبرا" قبل أن تنتقل الى بغداد.

ونقل الموقع تأكيدات من معارض كردي إيراني، يدعى محمد نظيفي، وهو قيادي في "الحزب الديمقراطي الكردي" المعارض لطهران، وجود تحركات للجيش الإيراني باتجاه العراق في مدينتين حدوديتين هما موكريان وكرمانشان.

لكن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، نفى اليوم السبت، تقديم إيران دعماً عسكرياً للعراق، مشيراً إلى "أن الشعب العراقي قادر على مواجهة الإرهاب وليس بحاجة لمساعدة خارجية". وأضاف "نحن مستعدون لتقديم الدعم للعراقيين، في إطار الأعراف الدولية، إذا طلب الشعب والحكومة العراقية ذلك رسمياً".

واعتبر أن ما حدث في الموصل "ليس مجرد سيطرة مجموعة إرهابية صغيرة؛ بل ينطوي على مخططات أكبر"، متهماً "دولاً في المنطقة وخارجها وفي الغرب، بتقديم الدعم للمجموعات الإرهابية".

وعرض روحاني إمكان أن تفكر إيران في التعاون مع الولايات المتحدة لإعادة الأمن إلى العراق، مضيفاً "علينا كلنا مواجهة الجماعات الإرهابية قولاً وفعلاً". وفي ردّ على سؤال بخصوص التعاون الإيراني الأميركي، قال روحاني "يمكن أن نفكر في ذلك إذا بدأت أميركا في مواجهة الجماعات الإرهابية في العراق وفي أماكن أخرى.

في المقابل، أيد روحاني، فتوى المرجع الديني، علي السيستاني، التي دعا فيها إلى حمل السلاح في مواجهة الإرهابيين، حسب قوله.

المفقودون الأتراك

في هذه الأثناء، عقد الرئيس التركي عبد الله غول، لقاءً ضم كلاً من وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، ونائب رئيس هيئة الأركان الفريق أول ياشار غولر، ومستشار وزارة الخارجية فيريدون سينيرلي أوغلو؛ للاطلاع على آخر التطورات في الموصل، اذ يتواصل اختطاف عشرات الأتراك. وجاء اللقاء الذي كان في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة؛ بناءً على دعوة من غُل.

وكانت الخارجية التركية قد أفادت في بيانها في 11 يونيو/حزيران الجاري؛ أن قوات من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)؛ هاجمت مقر القنصلية التركية في الموصل، واحتجزت 49 شخصاً رهينة، ونقلتهم إلى مكان غير معروف، لافتة الى أن القنصل من بين الرهائن. كما اختطف التنظيم 31 سائقاً تركياً، كانوا يعملون في محطة كهربائية بناحية "القيارة" التابعة لمدينة الموصل.

من جهتها، نفت رئاسة هيئة الأركان التركية صحة بعض الأخبار حول اعتقال الجيش العراقي لأربعة ضباط أتراك في مدينة الفلوجة، الواقعة شمال غرب بغداد، ادعت أنهم كانوا يشرفون على تدريب عناصر من "داعش".

وأوضحت هيئة الأركان في بيانها، اليوم السبت "أن تلك الادعاءات، التي نُشرت على بعض الصحف ووسائل الإعلام، لا أساس لها من الصحة".

وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج، خلال حضوره حفل افتتاح فندق في مدينة أنطاليا، غربي تركيا، إنه "ليس لديه ما يضيفه عن التطورات فيما يتعلق بالمختطفين الأتراك في الموصل"، مشيراً إلى أنهم ينتظرون خبراً ساراً حول هذا الموضوع في أي وقت.

إيطاليا تطرح حلاً

في غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الإيطالية، فيديريكا موغيريني، اليوم السبت، إن "الحل في العراق يحتاج إلى إشراك الجهات الإقليمية الفاعلة، التي يمكن أن تحتوي الظاهرة الإرهابية التي تجتاح المنطقة"، من دون أن تحدد ماهية هذه الجهات.

وأضافت موغيريني، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيطالي، أن "الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من الوضع في العراق، يتمثل في حقيقة أن التدخلات العسكرية ليست حاسمة في حد ذاتها، ولو أنها قد تكون ضرورية في بعض الحالات".

واعتبرت أن ما حصل في العراق، "لم يكن وليد اللحظة، لكن ما يهم حقاً هو دعم المجتمع الدولي لعمليات التحول الديمقراطي في البلدان التي تمر بأزمات ". وأشارت إلى أن "العراق اليوم، بحاجة إلى حكومة تجمع بين قوى البلاد الديمقراطية، وهذا ربما لم يتم عمله بشكل كبير في السنوات الأخيرة".

خطة احترازية للتعامل مع النزوح

من جهةٍ ثانية، كشف مدير التعاون والعلاقات الدولية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، علي بيبي، عن إعداد خطة احترازية لـ"التعامل مع أي موجات لجوء عراقية باتجاه الأردن، في ظل تسارع الأحداث الجارية بالعراق". وقال بيبي لـ"الأناضول" إن "المفوضية ستكون جاهزة حال طلب منها القيام بدورها الإنساني لمساعدة اللاجئين العراقيين الذين يدخلون إلى الأراضي الأردنية"، مشيراً إلى خطة احترازية للتعامل مع ذلك، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل بشأنها.

 

 

المساهمون