كشف مسؤول عراقي بارز في حكومة حيدر العبادي، أن الدعم الجوي الأميركي والدولي، توقف بشكل شبه كامل عن معركة الفلوجة بسبب طابعها الطائفي، والتدخل الإيراني المباشر بالمعارك، فيما أكدت مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد"، أن طيران التحالف الدولي توقف عن مظلته الجوية التي كانت ترافق قوات العراقية النظامية ومليشيات "الحشد"، خاصة من المحور الجنوبي والشمالي، الذي يتواجد فيه العشرات من مقاتلي "الحرس الثوري" الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني.
وأوضح وزير عراقي لـ"العربي الجديد"، أن "واشنطن وباقي قوات التحالف الدولي لمحاربة (داعش)، خفضت مستوى دعمها الجوي لمعركة الفلوجة بسبب طائفيتها الواضحة ومشاركة قوات (الحرس الثوري) الإيراني وتواجد سليماني ومساعديه باستمرار في جبهات المعركة".
وأشار إلى أنه "منذ الساعة السابعة من صباح أمس الأربعاء بتوقيت بغداد، لم تُقدم أي مقاتلة أميركية دعماً أو غطاءً لقواتنا في المحورين الجنوبي والشمالي، لكن هناك ضربات لها داخل الفلوجة ضمن برنامج تتبع وملاحقة قيادات تنظيم (داعش)، ويُمكن اعتبارها منتقاة ومبرمجة".
كما لفت إلى أن "الطائرات الأميركية المسيرة ما زالت في سماء المعركة، لكن لا أثر لها على سير المعارك".
وبشأن توقف المعارك أو استمرارها وتضارب المعلومات حول ذلك، أوضح المصدر ذاته، أنها "تعثرت لأسباب عسكرية وسياسية أيضاً".
إلى ذلك، أكدت قيادات عسكرية عراقية متواجدة على مشارف الفلوجة، ما ورد عن الوزير العراقي، مبينة في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن الجانب الأميركي وباقي دول التحالف ضد "داعش"، يعتبرون أن تحرير الفلوجة تحول إلى معركة طائفية وتجييش طائفي.
في هذا السياق، قال عقيد بالجيش لـ"العربي الجديد"، إن الأميركيين يخشون من أن تكون الحملة ذات الطابع الطائفي على الفلوجة بوجود الإيرانيين مع مكانة المدينة الدينية، عاملاً سلبياً لجهود الحرب على الإرهاب، وتصب شعبياً في صالح تنظيم "داعش".
ميدانياً، طوق الفشل ولليوم الثاني على التوالي، محاور القتال الأربعة حول الفلوجة، حيث نجح التنظيم في إجبار القوات العراقية والمليشيات على التراجع عدة كيلومترات من المحور الشمالي للمدينة، فيما أوقف تقدمه من المحور الشمالي، مع استمرار عمليات القنص والتراشق بالصواريخ وقذائف الهاون بين الطرفين.