تشهد العاصمة الليبية طرابلس حراكاً دبلوماسياً دولياً، حيث وصل إليها كل من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس الأركان يشار غولر، صباح اليوم الاثنين، وكذلك وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، فيما حل فيها أيضاً وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في زيارة مفاجئة.
ووصل وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان إلى العاصمة الليبية لبحث الأنشطة المنفذة في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين بشأن التعاون الأمني والعسكري.
وأفادت وكالة "الأناضول"، اليوم الاثنين، بأنّ أكار وغولر وصلا إلى مطار معيتيقة الدولي، مشيرةً إلى إقامة مراسم عسكرية.
واستقبل الوفد التركي في المطار كل من نائب وزير الدفاع في الحكومة الليبية صلاح الدين النمروش، ورئيس الأركان العامة للجيش الليبي محمد الشريف.
كما حضر الاستقبال سفير تركيا لدى ليبيا سرحات أكسن، وعدد من المسؤولين الأتراك والليبيين.
وعقب مراسم الاستقبال، توجه أكار وغولر إلى القيادة الاستشارية للتعاون الأمني الدفاعي والتدريب، التي تم إنشاؤها في نطاق اتفاقية التعاون العسكري الموقعة العام الماضي.
وزير الدفاع القطري
في الأثناء، وصل وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية إلى العاصمة الليبية طرابلس، لإجراء لقاءات رسمية.
وذكر الحساب الرسمي لوزارة الدفاع القطرية على " تويتر " أنّ صلاح النمروش وكيل زارة الدفاع الليبية، ورئيس الأركان العامة للجيش محمد الشريف، كانا في استقبال العطية لدى وصوله إلى مطار طرابلس.
ولم تذكر وزارة الدفاع القطرية مدة الزيارة، أو الموضوعات التي سيبحثها العطية مع المسؤولين الليبيين.
نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع يصل العاصمة الليبية طرابلس pic.twitter.com/z1AKHI6P7q
— وزارة الدفاع - دولة قطر (@MOD_Qatar) August 17, 2020
وعقب مراسم الاستقبال، توجه العطية إلى القيادة الاستشارية للتعاون الأمني الدفاعي والتدريب، التي تم إنشاؤها في نطاق اتفاقية التعاون العسكري الموقعة بين تركيا وليبيا العام الماضي.
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق"، حامد الزوي، إن وزيري الدفاع القطري خالد العطية، والتركي خلوصي آكار، وصلا إلى طرابلس، اليوم الاثنين.
ونشر الزوي، خلال تغريدة على حسابه الرسمي، صوراً للقاء بين وكيل وزارة الدفاع بحكومة "الوفاق" صلاح النمروش والوزيرين القطري والتركي، من دون تفاصيل أخرى.
#ليبيا | زيارة وزيري الدفاع #التركي و #القطري إلى العاصمة الليبية #طرابلس اليوم. pic.twitter.com/KIMaY7u1E1
— حامد الزوي (@HamedAlzwy1) August 17, 2020
وزير الخارجية الألماني
وعقب سبعة أشهر من قمة ليبيا في برلين، حط وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في طرابلس بزيارة مفاجئة إليها.
وعقب هبوطه في العاصمة طرابلس على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الألماني، تحدث ماس عن "وضع خطير للغاية في الدولة الواقعة شمالي أفريقيا".
وحذر ماس، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الليبي في حكومة "الوفاق" محمد الطاهر سيالة، من "التصعيد العسكري في ليبيا"، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة اعتماد مسار مؤتمر برلين لحل الأزمة.
ودعا الوزير الألماني إلى ضرورة استئناف المباحثات المباشرة بين طرفي الصراع الليبي، مع ضمان توزيع عادل لإيرادات النفط. كما تعهد ماس باستعداد بلاده لتقديم الدعم في مشاريع نزع الألغام والعمل الإنساني، محذرًا من أنّ "التصعيد العسكري في ليبيا يشكل خطراً كبيراً بسبب تواصل عمليات التسليح"، ومؤكداً أنّ قرار البرلمان المصري التدخل في ليبيا "أدخلنا في وضع خاص".
من جهته، أكد سيالة على الحاجة الى تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا لــ"رغبة مبعوثة الأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة لدى ليبيا ستيفاني وليامز في ترك منصبها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل"، والبدء في تنشيط العملية السياسية في البلاد.
وشدد سيالة على ضرورة الاتفاق على "قاعدة دستورية تمهيدًا لانتخابات تضمن الديمقراطية وعدم استغلال النفط".
وأكد سيالة على استمرار رفض حكومته لعملية "إيريني" الأوروبية بشأن مراقبة حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا، معللاً ذلك بالقول إنّها "موجهة ضدنا فقط لمنعنا من مقاومة العدوان ولا تراقب نقل الأسلحة والمرتزقة".
أردوغان وبوتين
وتأتي الزيارات الرسمية بالتزامن مع إجراء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اتصالاً هاتفياً، شددا خلاله على ضرورة اتخاذ الأطراف في ليبيا "خطوات حقيقية لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات المباشرة".
وجاء في بيان الكرملين، الذي أوردته وكالة "رويترز"، اليوم الاثنين: "أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حيث تم إيلاء الاهتمام الرئيسي لمشاكل الأزمة الليبية. وتم التأكيد على الحاجة إلى خطوات حقيقية من قبل الأطراف المتحاربة نحو وقف إطلاق نار مستدام، وبدء مفاوضات مباشرة وفقًا لقرارات مؤتمر برلين والقرار 2510 لمجلس الأمن الدولي".
وأضاف البيان: "كما ناقشا الوضع في سورية مع التأكيد على تكثيف الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب"، واتفق القادة على مزيد من التنسيق من أجل تحقيق الاتفاقات الروسية التركية بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب، بما في ذلك البروتوكول الإضافي لمذكرة سوتشي لعام 2018، والذي تم تبنيه في موسكو في 5 مارس/ آذار الفائت".