ووجهت الوزيرة بن دودة، وهي أستاذة جامعية للفلسفة ومقدمة سابقة لبرنامج تلفزيوني فلسفي، مذكرةً مكتوبة إلى موظفي قطاع الثقافة، وحثتهم على تجنب التصريحات الإعلامية والتعليقات والآراء في وسائل الإعلام والفضاء الإفتراضي، التي من شأنها أن تثير الجدل وتمثل تجاوزاً لموجبات التحفظ.
وأكدت المذكرة أن "ممارسة المهام السامية في الدولة تقتضي الإلتزام الكامل بالواجبات القانونية، وفي مقدمتها واجب التحفظ خلال التصريحات في مختلف القضايا الوطنية والدولية بتجنب التعبير عن الآراء ووجهات النظر الشخصية، التي تتعارض مع المواقف الرسمية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي".
واستغرب متابعون إقدام الوزيرة على إصدار هذه التعليمات التي تحد من الحريات الشخصية ومن حق التعبير للأفراد، وتفرض رقابة ذاتية عليهم، ضمن توجه عام في الوقت الحالي يجري تطبيقه في مجمل القطاعات الحكومية، خاصة أن الوزيرة نفسها تحسب على تيار يدعو للحريات وحرية التعبير وكسر القيود السياسية على المثقفين.
وقبل أيام، كانت الوزيرة بن دودة قد أقالت السيناريست رابح ظريف، الذي كان يشغل منصب مدير الثقافة في محافظة المسيلة وسط البلاد، على خلفية منشور على صفحته على "فيسبوك"، هاجم فيه مخرج أفلام، ووصف أحد قادة ثورة التحرير، عبان رمضان، الذي تمت تصفيته عام 1957، بالخيانة، ما دفع السلطات أيضاً إلى توقيفه وإيداعه الحبس المؤقت.