تجتاح التكنولوجيا جميع المجالات الحيوية، ولا محيد عنها لتحقيق التقدم الاقتصادي والارتقاء في سلم الأمم، فإسهاماتها الكثيرة تبدو جلية، خصوصاً في ميدان المال والأعمال عبر التطبيقات الحديثة، والتي تهم المعاملات المادية، المحاسبة، البيع والاستثمار في البورصة، ثم من خلال أنظمة إدارة المعلومات التي تسعى إلى توفير قواعد للبيانات لتجميع المعلومات، تنقيتها وتحليلها بغرض النشر.
ونجد كذلك ميولا كبيرة نحو وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر في طليعة الثورة التكنولوجية التي تغزو العالم، ولم يعد يقتصر الأمر فقط على "فيسبوك" و"تويتر" اللذين صمما على أساس استعراض الأفكار ومشاركتها بشكل مفتوح مع العموم، بل أصبح الاتجاه نحو وسائل التواصل الاجتماعي ذات طبيعة مهنية مثل "اللينكد إن" و"فياديو". وهي وسائل لإثراء شبكة التبادل والاتصال بين رجال الأعمال ومنصات للتوظيف موجهة نحو الباحثين عن عمل.
ومما يلاحظ في هذا الشأن، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تمثل قارات لشعوب تلتقي لتتعارف ولتتبادل الآراء حول موضوعات كثيرة ومختلفة ولتدخل في مجموعات ذات اهتمامات مشتركة. ولربما الأرقام التالية تغني عن تبيان مدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والاستجابة الشعبية التي تلقاها. فعدد مستخدمي الإنترنت في العالم يقارب ثلاثة مليارات، ويستحوذ "فيسبوك" على مليار ونصف مستخدم نشط شهرياً، أما تويتر فقد وصل عدد منخرطيه إلى 300 مليون مستخدم نشط يقومون بأكثر من 500 مليون تغريدة يومياً. ويمتلك "جوجل بلس" أكثر من 550 مليون مستخدم نشط شهرياً، بينما يتابع "يوتيوب" أكثر من مليار مستخدم يستهلكون 6 مليارات ساعة مشاهدة شهرياً.
وعلى مستوى الوسائل الموجهة نحو الأعمال، يحتل "لينكد إن" المرتبة الأولى وقد أضحى المنصة الرئيسية للمهنيين في العالم الباحثين عن فرص عمل وعن شبكة علاقات واسعة مع رجال الأعمال، وهنا نسجل أن 80% من الشركات تستعمل "لينكد إن" و94 % من المتخصصين في التوظيف.
تمكن هذه النوعية من الوسائل من تسهيل الحصول على المعلومة، تقديم حلول متعددة للتواصل، ثم تسويق المنتجات والخدمات في إطار فعاليات مؤسساتية. وقد فرضت هذه الطفرة في شبكات التواصل الاجتماعي المهنية على الشركات التجارية وجود موارد تقنية لمتابعة الركب التكنولوجي الجامح، وأخرى مادية للاستثمار في هذه الشبكات، وكذلك بشرية لها قدرعال من الكفاءة لوضع محتوى مناسب لتسويق المنتجات والخدمات ومرافقة الزبائن في خدمة ما بعد البيع و تنشيط التواصل معهم.
ويتم ذلك من خلال استراتيجية واضحة المعالم لتعزيز صورة المؤسسة على شبكات التواصل الاجتماعي عبر حملات إعلانية منظمة وخلق أحداث ترويجية، ثم الانكباب على رصد وإحصاء أداء المؤسسة في تلك الوسائل بهدف التحليل التتبع الدوري.
وبتسليط الضوء على وسائل التواصل الاجتماعي المهنية، نجد أن "لينكد إن" الذي أنشئ سنة 2003 يستحوذ على حصة الأسد بعدد 332 مليون عضو مشترك من جميع أنحاء العالم، 35% منهم ينشطون يومياً في الموقع و يشاركون في أكثر من 1.5 مليون مجموعة مهنية. وقد زادت عائدات المؤسسة بعد شرائها لموقع "سلايد شير" المتخصص في نشر ومشاركة العروض التقديمية في صفقة بلغت 118.75 مليون دولار. حيث يتوفر موقع "سلايد شير" على أكثر من 9 ملايين عرض تقديمي يخص موضوعات عديدة في الإرشاد والنصح المهني لتحقق دخلاً صافيّاً وصل إلى 25 مليون دولار في عام 2014.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأغلبية الساحقة من الباحثين عن موظفين يتجهون إلى الموقع لإيجاد الأشخاص المناسبين للتوصيف الوظيفي، ولا سيما أن الولوج إلى الموقع يتم بأكثر من 20 لغة. وبذلك، يزداد توسع هذه الوسائل المهنية، فقد أعلن "لينكد إن" عن إطلاق خدمته باللغة العربية، خصوصاً أن عدد العرب المشاركين في الموقع يفوق 14 مليون مشارك، نصفهم من الخليج العربي. وتتجلى المهمة الرئيسة للموقع في بناء علاقات مهنية واسعة، تقوية التواجد الرقمي بطرح السيرة الذاتية وإنشاء ملف شخصي يثمن الخبرات والمهارات، كما يتيح الموقع فرصة لقاء العرض والطلب في سوق العمل.
وفي الختام، لقد أسهمت تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي في نشوء سوق تنافسية متخصصة في عالم المال والأعمال.
(باحث وأكاديمي مغربي)
إقرأ أيضاً: آلان حكيم: لبنان يمرّ في مرحلة الصمود الإيجابي
ومما يلاحظ في هذا الشأن، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تمثل قارات لشعوب تلتقي لتتعارف ولتتبادل الآراء حول موضوعات كثيرة ومختلفة ولتدخل في مجموعات ذات اهتمامات مشتركة. ولربما الأرقام التالية تغني عن تبيان مدى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والاستجابة الشعبية التي تلقاها. فعدد مستخدمي الإنترنت في العالم يقارب ثلاثة مليارات، ويستحوذ "فيسبوك" على مليار ونصف مستخدم نشط شهرياً، أما تويتر فقد وصل عدد منخرطيه إلى 300 مليون مستخدم نشط يقومون بأكثر من 500 مليون تغريدة يومياً. ويمتلك "جوجل بلس" أكثر من 550 مليون مستخدم نشط شهرياً، بينما يتابع "يوتيوب" أكثر من مليار مستخدم يستهلكون 6 مليارات ساعة مشاهدة شهرياً.
وعلى مستوى الوسائل الموجهة نحو الأعمال، يحتل "لينكد إن" المرتبة الأولى وقد أضحى المنصة الرئيسية للمهنيين في العالم الباحثين عن فرص عمل وعن شبكة علاقات واسعة مع رجال الأعمال، وهنا نسجل أن 80% من الشركات تستعمل "لينكد إن" و94 % من المتخصصين في التوظيف.
تمكن هذه النوعية من الوسائل من تسهيل الحصول على المعلومة، تقديم حلول متعددة للتواصل، ثم تسويق المنتجات والخدمات في إطار فعاليات مؤسساتية. وقد فرضت هذه الطفرة في شبكات التواصل الاجتماعي المهنية على الشركات التجارية وجود موارد تقنية لمتابعة الركب التكنولوجي الجامح، وأخرى مادية للاستثمار في هذه الشبكات، وكذلك بشرية لها قدرعال من الكفاءة لوضع محتوى مناسب لتسويق المنتجات والخدمات ومرافقة الزبائن في خدمة ما بعد البيع و تنشيط التواصل معهم.
ويتم ذلك من خلال استراتيجية واضحة المعالم لتعزيز صورة المؤسسة على شبكات التواصل الاجتماعي عبر حملات إعلانية منظمة وخلق أحداث ترويجية، ثم الانكباب على رصد وإحصاء أداء المؤسسة في تلك الوسائل بهدف التحليل التتبع الدوري.
وبتسليط الضوء على وسائل التواصل الاجتماعي المهنية، نجد أن "لينكد إن" الذي أنشئ سنة 2003 يستحوذ على حصة الأسد بعدد 332 مليون عضو مشترك من جميع أنحاء العالم، 35% منهم ينشطون يومياً في الموقع و يشاركون في أكثر من 1.5 مليون مجموعة مهنية. وقد زادت عائدات المؤسسة بعد شرائها لموقع "سلايد شير" المتخصص في نشر ومشاركة العروض التقديمية في صفقة بلغت 118.75 مليون دولار. حيث يتوفر موقع "سلايد شير" على أكثر من 9 ملايين عرض تقديمي يخص موضوعات عديدة في الإرشاد والنصح المهني لتحقق دخلاً صافيّاً وصل إلى 25 مليون دولار في عام 2014.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأغلبية الساحقة من الباحثين عن موظفين يتجهون إلى الموقع لإيجاد الأشخاص المناسبين للتوصيف الوظيفي، ولا سيما أن الولوج إلى الموقع يتم بأكثر من 20 لغة. وبذلك، يزداد توسع هذه الوسائل المهنية، فقد أعلن "لينكد إن" عن إطلاق خدمته باللغة العربية، خصوصاً أن عدد العرب المشاركين في الموقع يفوق 14 مليون مشارك، نصفهم من الخليج العربي. وتتجلى المهمة الرئيسة للموقع في بناء علاقات مهنية واسعة، تقوية التواجد الرقمي بطرح السيرة الذاتية وإنشاء ملف شخصي يثمن الخبرات والمهارات، كما يتيح الموقع فرصة لقاء العرض والطلب في سوق العمل.
وفي الختام، لقد أسهمت تكنولوجيا وسائل التواصل الاجتماعي في نشوء سوق تنافسية متخصصة في عالم المال والأعمال.
(باحث وأكاديمي مغربي)
إقرأ أيضاً: آلان حكيم: لبنان يمرّ في مرحلة الصمود الإيجابي