بعد أن دعّمته عائلته الصغيرة ووفّرت له سبل النجاح في "البكالوريا" (الثانوية العامة)، تلقّى الطالب المغربي أسامة المفتاح، الذي فقد الحركة في أطرافه، وساماً ملكياً، في الذكرى الثامنة عشرة لـ"عيد العرش"، بمدينة طنجة، شمال المغرب.
وكان أسامة المفتاح قد روى لـ"العربي الجديد"، في تقرير مصور، قصة نجاحه ومعاناته منذ ولادته بعد إصابته بالتهاب السحايا الذي سبب له الشلل في كامل أطرافه، لكنّ إصرار والديه على علاجه وانتقالهم من مدينة شفشاون إلى تطوان لمواصلة العلاج، أثمر نجاحاً متميزاً لشاب بدعم من عائلته التي كانت نموذجاً للإيمان بقدرات المعوقين وحقهم في الحياة والتعلّم.
وركّز العاهل المغربي محمد السادس في هذه المناسبة على توشيح الكفاءات الفكرية هذا العام على غرار العام الماضي، ومنها أسماء فنية وإعلامية لاقت نقداً واسعاً بين العامة.
وسام "الاستحقاق الوطني" من الدرجة الثانية، منحه الملك للطالب أسامة المفتاح، الذي استطاع، رغم إعاقته الناتجة عن إصابته بمرض السحايا، أن يواصل دراسته وينال شهادة الثانوية بدرجة "مستحسن".
وقالت والدته، في اتصال مع "العربي الجديد"، إنّ "جمعية حنان المعنية بالأطفال المعوقين هي من رشّحت أسامة للحصول على الوسام الملكي، وشعورنا لا يوصف بهذا الإنجاز". وأكدت أنّ "أسامة يشعر بالفخر والاعتزاز والفرح بهذه المرتبة".
واشترطت وزارة التربية الوطنية اصطحاب أخيه الأصغر سناً لمساعدته في كتابة الإجابات بالامتحانات، فضلاً عن وضع لجنة مراقبة خاصة، وإضافة عشرين دقيقة إلى الزمن الأصلي للامتحان، ورغم ذلك يرى أسامة أنّه "ظُلم في عملية التصحيح"، لكنّه يطمح إلى نجاح أكبر خلال الجامعة.
وقالت والدة أسامة، في حديثها مع "العربي الجديد"، إنّ "الوعي بحقوق الأشخاص المعوّقين في المغرب ارتفع خلال السنوات الأخيرة بعد اهتمام الملك محمد السادس بحقوقهم، وحرصه على إدماجهم في مختلف القطاعات والمؤسسات".