رحلت، في العاصمة الأردنيّة عمّان، اليوم السبت، التشكيلية العراقيّة وسماء الآغا عن 61 عاماً، لتغلق الباب خلفها على سلسلة من النساء البغداديات اللواتي بقين يتكرّرن في لوحاتها طوال حياتها الزاخرة بالدراسة واللون.
انشغلت الآغا التي ولدت في بغداد عام 1954 منذ بداياتها المبكرة بالبيئة البغدادية وجمالياتها اللونية والمكانية، ومثّلت لوحاتها دراسة لرموز تلك البيئة وألوانها، خصوصاً المرأة البغدادية التي غاصت في أعماقها، لتقدّم عبر لوحاتها كشفاً شعرياً لصيرورة تلك المرأة التي تتحايل على الشرفات والسطوح المكشوفة، لتسرد عبر اللون حكايا العشق والزفاف والانتظار.
ليس هناك الكثير من السحر في بغداديات الآغا، لكن فيها الكثير من الأسرار التي لا تمنح مغاليقها إلا لمن يستحضر استمراريات الأزمنة التي تبدأ - وفقاً لتقاويم الآغا البغدادية - من منمنمات الواسطي ولا تنتهي في تقاويم الموت والإهمال الذي طال رموز العمارة البغدادية وأًصاب ألوانها الزاهية بالعطب الناجم عن تراكم الخراب.
حصلت الآغا على شهادة الفنون في الرسم والألوان من لندن عام 1975، ومن ثم حصلت على شهادة الماجستير في فلسفة فن التصوير الإسلامي عام 1987، والدكتوراه بدرجة امتياز عن فلسفة تاريخ الفن عام 1996 من كلية الفنون الجميلة في بغداد.
أقامت الآغا معرضها الشخصي الأوّل عام 1976، وفي العام ذاته اشتركت في بينالي بغداد بلوحتها المعروفة "تل الزعتر".
من أهم معارض الآغا الشخصية "من بغداد إلى بغداد /رؤى بصرية" عام 2002، و"واحات الوجد" في عمّان، 2008.
إضافة إلى اهتمامها بالرسم، ظلّت الآغا مهتمّة بالبحث والكتابة، حيث أصدرت كتاباً عن التكوين وعناصره التشكيلية في منمنمات الواسطي، فيما سيصدر لها قريباً كتاب عن "الواقعية التجريدية في الفن" بالاشتراك مع زوجها الفنان التشكيلي والأكاديمي العراقي ماهود أحمد.