وطالب الصحافيون بتوفير الحماية لطواقم وسائل الإعلام ومحاسبة الاحتلال، رافعين في الوقت ذاته، شعارات تؤكد على مطالبهم، مثل: "نطالب بمعاقبة الاحتلال الذي لم يتوقف عن تصعيد اعتداءاته ضد الصحافيين"، "نؤكد على رفضنا المطلق المساس بالصحافيين"، "نذكر بقرار مجلس الأمن رقم 222 الخاص بحماية الصحافيين".
وقال الصحافي محمد قريقع إن الاحتلال يتعمد استهداف الصحافيين بشكل مقصود، رغم ارتدائهم الدروع الواقية واللباس الخاص الذي يبين هويتهم الإعلامية، وذلك من أجل إخفاء جرائمه بحق المدنيين العزل وقتل الصورة الذي تنقل حقيقة أفعاله إلى العالم.
وأضاف قريقع لـ "العربي الجديد": "منذ الأيام الأولى لاندلاع المواجهات، وضع جنود الاحتلال الصحافيين بدائرة الاستهداف سواء بإطلاق الرصاص المطاطي والحي عليهم أو إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع على تجمعات الطواقم الإعلامية، الأمر يؤكد على أن الاحتلال لا يفرق بين أحد".
أما مراسل قناة القدس الفصائية، محمد الداعور، فيرى أن الاحتلال يسعى من وراء استهداف الطواقم الإعلامية إلى منع تأجيج الهبة الشعبية الحاصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، داعيا إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق دولية في الانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكب بحق الإعلاميين.
وذكر الداعور لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال يزيد من حدة اعتداءاته على وسائل الإعلام طالما لم يجد من يحاسبه أو يردعه، مبينا أن الانتهاكات الإسرائيلية التي جرت بحق الصحافيين في الحرب الأخيرة على غزة، تعد مادة خصبة لمحاسبة الاحتلال في المحافل القضائية الدولية.
وتعمد الاحتلال في حربه الأخيرة استهداف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، فرصد تقرير صدر عن مركز غزة لحرية الإعلام، استشهاد 17 صحافيا وسائق لوكالة أنباء، وإصابة 28 صحافيا وصحافية بإصابات مختلفة، وإلحاق الضرر بـ 54 منزلا وسيارة تعود لصحافيين، بجانب أضرار في 17 مكتبا ومؤسسة إعلامية.
بدوره، أوضح مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة، سلامة معروف، في كلمته على هامش الوقفة الاحتجاجية، أن المكتب رصد منذ اندلاع الهبة الشعبية قبل قرابة الشهر، 70 اعتداء ضد الصحافيين، تنوع ما بين الاعتقال ومصادرة المعدات وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي.
وبين معروف أن وزارة الإعلام، تتواصل مع كافة الجهات العربية والدولية المعنية بالصحافيين من أجل إطلاعها على الاعتداءات الإسرائيلية، مطالبا الاتحاد الدولي للصحافيين بالتحرك السريع من أجل حماية الصحافيين الفلسطينيين.
أما رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، فقال في كملته: إن "الاحتلال يمارس منذ عقود طويلة اعتداءات متنوعة بحق الصورة والصوت الفلسطيني، وذلك ضمن سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين بشكل عام".
بدوره، قال مدير مكتب قناة القدس الفضائية في فلسطين، عماد الإفرنجي، في كلمته على هامش الوقفة، إن: "الاحتلال يسعى إلى قتل الحقيقة والصورة التي تكشف زيف ادعاءاته الباطلة من خلال استهداف الصحافيين والتعرض لهم بشكل مباشر"، مشيدا في الوقت ذاته، بأداء نشطاء الإعلام الجديد في تغطية أحداث الهبة الشعبية. أعلى النموذج