حولت اليمنية بشرى فرحان مطبخ منزلها في تعز، وسط اليمن، إلى معمل صغير لصناعة الصابون من مواد طبيعية تنتمي للبيئة المحلية.
وتزاول بشرى هذه الحرفة منذ عامين، وتهدف لتقديم بديل للمنتجات المستوردة غالية الثمن، والتي يندر وجودها في الأسواق جراء الحصار المطبق على المدينة من قبل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، كما تقول.
وتوفر فرحان منتجاً صحياً وخالياً من المواد الكيميائية وبسعر متواضع، تكسب به ثقة الزبائن وتحافظ على مستوى إقبالهم، كما تتيح للبسطاء الحصول عليه رغم صعوبة وضعهم الاقتصادي وبما يقارب 500 ريال (أقل من دولار)، ما يعد سعراً منافساً للأصناف المشابهة، والتي تبلغ قيمتها ألف ريال، ما يعادل دولاراً ونصف دولار.
وأجبرت قسوة الظروف المعيشية النساء في اليمن على مزاولة عدد من الأعمال، لإعالة أسرهن والحفاظ عليها من التشرد والضياع، وذلك بعد فقدان معيليها جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ ست سنوات.
وتبتكر النساء في تعز مشاريع داخل منازلهن، كما يعملن في البيع بالشوارع والأسواق وممارسة حرف يدوية متعددة لكسب لقمة العيش ومساعدة الرجل في المسؤولية أو تحملها كاملة نيابة عنه.
وتقول بشرى لـ"العربي الجديد" "أزاول هذه المهنة لأعول أطفالي بعد وفاة والدهم وقد أنشأت معملاً متواضعاً للصابون في مطبخ منزلي لهذا الغرض".
وتضيف أن "صناعة الصابون عمل جيد ومدر للدخل. وقد خطرت لدي الفكرة منذ أن تلقيت رسالة من مؤسسة تدربت فيها وباشرت هذا العمل عقب تخرجي منها".
وتجيد بشرى صناعة أنواع الصابون من مستحضرات الكركم، واللبان، والبن، وزيت الزيتون، والخيار، والبقدونس، والكركديه، والحبة السوداء وغيرها.
و تحظى منتجاتها بإقبال الزبائن كما تلاقي رواجاً كبيراً خصوصاً بين الفتيات كونها صحية ومفيدة للبشرة والجمال.
وتقضي فرحان عدة ساعات يومياً في إنتاج حوالي ثلاثين قطعة والتي تبيعها للجيران والمرتادين لمنزلها، كما توزع كميات على الصيدليات في حال كان لديها فائض.
إلى ذلك، يشير نجلها الأكبر أحمد الى الجهود التي تبذلها والدته والتي تستخدم أدوات بسيطة في إعداد الصابون.
يقول "قالب الصابون يستغرق 24 ساعة حتى يتجمد وبعدها يخضع للتغليف الفردي الى جانب مراحل التصنيع المختلفة".