قرر اليمني الستيني، عبدالله الدبعي، مدرس الموسيقى في صنعاء تحدي أزيز طائرات الموت، وشح الموارد المتوفرة، بتأسيس "منتدى الحداثة والتنوير الثقافي" لتعليم الطلاب الموسيقى رغم وطأة الحرب والحصار.
يقول الدبعي لـ"العربي الجديد" إنه أسس المنتدى مطلع العام الجاري، بعدما يئس من توقف الحرب التي بلغت قرابة خمس سنوات، موضحاً أنه يسعى من خلال المنتدى لتدريب الطلاب على الموسيقى، وتأهيلهم حتى تكون لديهم القدرة على الإبداع حتى يورثه للأجيال القادمة، سواء استمرت الحرب أو توقفت.
ويضيف الستيني، أن الإبداع بشكل عام لا يتأثر بالحروب والكوارث بما أن الإصرار والتحدي موجودان لدى الطلاب، وذلك لتحقيق أهداف رسالة السلام والمحبة بين جميع أطياف المجتمع اليمني، وتتمثل في بث البهجة في نفوس الشباب وزرع حب الحياة لديهم، ونشر الموسيقى في ربوع المحافظات اليمينة وذلك عن طريق وسيلة الاتصال الإلكتروني.
كما يلفت مدرب الموسيقى إلى أنه يحاول منذ تأسيس المنتدى التغلب على شح الموارد، وخاصة أن عدد آلات الموسيقى لا تكفي الطلاب، موضحاً أن عدد الطلاب في يناير الماضي تجاوز الـ100.
ويقول أحد الطلاب اليمنيين المتدربين إن الموسيقى تعدّ أقوى من الحرب؛ لأنها قادرة على أن تعالج الكثير من المشاكل، أولاها مشاكل الإنسان نفسه وذلك بتغيير مزاجه العام، إضافة إلى أن الموسيقى تنشر الحب والود بين الناس، وتعمل على ربط الشعوب بعضها ببعض.
ويؤكد مواطن آخر أنه لجأ إلى الموسيقى للهرب من الحرب المستمرة، وخاصة أن أصوات الموسيقى أفضل بكثير من أصوات القصف والمدافع والرصاص، مشيراً إلى أن الإنسان عندما يسمع صوت الآلات الموسيقية يشعر بالارتياح النفسي، كما أن العزف يخاطب الإنسان داخلياً.
كذلك، ترى إحدى الطالبات اليمنيات أن قضاء مدة ساعتين في المنتدى الموسيقي يعد نوعاً من الخروج عن الواقع الذي تعيشه من الهموم والآلام التي تمر بها البلاد، موضحة أنها عندما تعزف تشعر بالسلام الداخلي والخارجي معاً، لأن الموسيقى هي لغة الجمال الذي لا يزول، بل لغة كثير من الطيور، وعالم من الأحاسيس والمشاعر التي يفتقر إليها أعداء الحياة المحرومون من مقطوعة حب هادئة.