يوم الأمم المتحدة (24 أكتوبر/ تشرين الأول) يومُ منظّمة أنشئت عام 1945، حين أعرب العالم عن رغبة بالسلام. "بعد مضي 70 عاماً، ما زالت الأمم المتحدة تُحافظ على السلم والأمن الدوليين، وتعزز التنمية وتقدم المساعدة الإنسانية للمحتاجين، وتعلي من شأن القانون الدولي، وتحمي حقوق الإنسان، وتعزز الديموقراطية. وتساعد الأمم المتحدة في بناء عالم أفضل كما تصوره مؤسسوها قبل 70 عاماً". العالم الجديد هذا الممتد على مدى 70 عاماً، يظهر على الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
خلاصة كلّ هذه السنوات إيجابية، بعدما نجحت منظمات عدة تعمل في إطار الأمم المتحدة في إنقاذ أرواحٍ من الموت والجوع، وتأمين الطبابة والعلم لكثيرين.
لكن بعد مرور كل هذه السنوات، لننظر من خلال التقرير العالمي الصادر عن "هيومن رايتس ووتش" عام 2018، عن واقع حقوق الإنسان في العالم. في اليمن، وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قُتل ما لا يقل عن 5295 مدنياً وجرح 8873 آخرون، وفقاً لـ "مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان". ويُرجّح أن عدد الضحايا الفعلي أعلى بكثير. فاقمت الحرب أكبر كارثة إنسانية في العالم، في ظل إعاقة الأطراف المتقاتلة إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الناس.
في سورية، استناداً إلى التقرير نفسه، بلغ عدد القتلى من جراء الصراع أكثر من 400 ألف شخص منذ عام 2011، وفقاً لـ"البنك الدولي"، إضافة إلى 5 ملايين طالب لجوء، وأكثر من 6 ملايين نازح، وفقاً لوكالات أُممية. بحلول يونيو/ حزيران 2017، أشارت تقديرات "الأمم المتحدة" إلى وجود 540 ألف شخص ما زالوا يعيشون في المناطق المحاصرة.
اقــرأ أيضاً
وإلى الاتحاد الأوروبي، خلص التقرير إلى أن الشعبويين المُعادين للأجانب وحقوق الإنسان طبعوا الحياة السياسية، حتى عندما لم يفوزوا في صناديق الاقتراع، ويبدو أن الحكومات الأوروبية مصممة على إبقاء المهاجرين بعيداً مهما كان الثمن. الصورة لا تعكس سلاماً تاماً، بل مجرّد مساعٍ إلى "استيعاب" كمّ المأساة الناتجة عن حروب هنا وهناك. تغيّر شكل الحرب ولم تعد مباشرة بين الأطراف الأقوى، بل من خلال دول أخرى. تحقّق سلامٌ في بلدان العالم الأول، وظلّ الثالث يغرق في حروب تلو الأخرى. والحروب تجرّ وراءها فقراً وتشرّداً وجوعاً وبرداً وأمراضاً وأمية.
ما زلنا نقرأ لأطفالنا قصصاً عن حروب في مدننا، وأطفال يختبئون أو خائفين. ويوم الأمم المتحدة، هو فرصة لرفع هذه القصص. ثمة مسؤولية أكبر بكثير من تأمين الغذاء أو العلم أو الطبابة. مسؤولية السلام.
خلاصة كلّ هذه السنوات إيجابية، بعدما نجحت منظمات عدة تعمل في إطار الأمم المتحدة في إنقاذ أرواحٍ من الموت والجوع، وتأمين الطبابة والعلم لكثيرين.
لكن بعد مرور كل هذه السنوات، لننظر من خلال التقرير العالمي الصادر عن "هيومن رايتس ووتش" عام 2018، عن واقع حقوق الإنسان في العالم. في اليمن، وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قُتل ما لا يقل عن 5295 مدنياً وجرح 8873 آخرون، وفقاً لـ "مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان". ويُرجّح أن عدد الضحايا الفعلي أعلى بكثير. فاقمت الحرب أكبر كارثة إنسانية في العالم، في ظل إعاقة الأطراف المتقاتلة إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الناس.
في سورية، استناداً إلى التقرير نفسه، بلغ عدد القتلى من جراء الصراع أكثر من 400 ألف شخص منذ عام 2011، وفقاً لـ"البنك الدولي"، إضافة إلى 5 ملايين طالب لجوء، وأكثر من 6 ملايين نازح، وفقاً لوكالات أُممية. بحلول يونيو/ حزيران 2017، أشارت تقديرات "الأمم المتحدة" إلى وجود 540 ألف شخص ما زالوا يعيشون في المناطق المحاصرة.
وإلى الاتحاد الأوروبي، خلص التقرير إلى أن الشعبويين المُعادين للأجانب وحقوق الإنسان طبعوا الحياة السياسية، حتى عندما لم يفوزوا في صناديق الاقتراع، ويبدو أن الحكومات الأوروبية مصممة على إبقاء المهاجرين بعيداً مهما كان الثمن. الصورة لا تعكس سلاماً تاماً، بل مجرّد مساعٍ إلى "استيعاب" كمّ المأساة الناتجة عن حروب هنا وهناك. تغيّر شكل الحرب ولم تعد مباشرة بين الأطراف الأقوى، بل من خلال دول أخرى. تحقّق سلامٌ في بلدان العالم الأول، وظلّ الثالث يغرق في حروب تلو الأخرى. والحروب تجرّ وراءها فقراً وتشرّداً وجوعاً وبرداً وأمراضاً وأمية.
ما زلنا نقرأ لأطفالنا قصصاً عن حروب في مدننا، وأطفال يختبئون أو خائفين. ويوم الأمم المتحدة، هو فرصة لرفع هذه القصص. ثمة مسؤولية أكبر بكثير من تأمين الغذاء أو العلم أو الطبابة. مسؤولية السلام.