وصباح اليوم الأربعاء، أقفلت مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أبوابها التزاماً بالإضراب، وكذلك مكتب "أونروا" الرئيسي في العاصمة بيروت، حيث لازم الطلاب منازلهم، فيما تستعد القوى الفلسطينية إلى تنظيم نشاطات احتجاجية للتعبير عن رفضها لقرارات ترامب.
ودعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واللجان الشعبيّة في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى يوم غضب وإضراب عام في جميع المخيّمات والتجمعات الفلسطينية، وإقفال كافة المؤسسات والمحال التجاريّة دون استثناء، وإحداث أكبر حالة تفاعل جماهيري عبر المسيرات والاعتصامات.
جاءت الدعوة، في بيان صدر عن الهيئة واللجان، الثلاثاء، وصفت فيه الخطّة الأميركية بـ"صفقة العار المشؤومة، وحلقة من حلقات التآمر الأميركية على قضيتنا وشعبنا وتعبيراً وقحاً عن الانحياز الأميركي للكيان الصهيوني على حساب حقوقنا وثوابتنا الوطنيّة".
وأكّد البيان الموقف الوطني الجامع لأبناء الشعب الفلسطيني، في رفض هذه الصفقة، وجاء فيه: "إننا ومعنا عموم شعبنا الفلسطيني في لبنان وبموقف وطني جامع وموحد نعلن رفضنا القاطع لهذه الصفقة الخبيثة التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية لصالح الكيان الصهيوني، ونصرّ على مواجهتها بكل السبل والوسائل حتى إسقاطها".
كما وشدد البيان، على التمسّك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وبكامل حقوقنا المشروعة، وفي مقدمِها حق العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة 1948.
واعتبر كل من الهيئة واللجان في بيانهما أنّ "مواجهة هذه الصفقة الملعونة، تتحقق بفاعلية وصولاً إلى إسقاطها بتحقيق الوحدة الوطنية، والاتفاق على مشروع وطني جامع، يتم فيه استخدام كافة وسائل الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني".
كما دعت الهيئة واللجان، إلى أوسع تحرّك شعبي عربي وإسلامي، وشملت الدعوة النخب والشخصيات السياسية والإعلاميّة، من أجل التصدي لهذه الصفقة، إضافة إلى تحركات عربية وإسلامية على كافة الصعد، خاصة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ خطوات تتناسب مع خطورة المشروع الأميركي الصهيوني"، وفق البيان.
تظاهرات عفوية
ومساء الثلاثاء، خرجت تظاهرات عفوية داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وذلك بالتزامن مع إعلان ترامب تفاصيل صفقته، والتي جاء في أبرز بنودها أن القدس لن تقسم وهي عاصمة لإسرائيل، وأن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل لن تُقسم بموجب الخطة.
ففي مخيم برج البراجنة جنوبي بيروت، خرج الأهالي بشكل عفوي عند بدء مؤتمر ترامب الصحافي، رافضين جملةً وتفصيلاً حتى سماع كلمته، ومؤكدين أنهم وحدهم أصحاب الحق بفلسطين.
وقال القيادي بـ"الجبهة الشعبية" فؤاد ضاهر لـ"العربي الجديد"، إننا "أمام تحرك جماهيري عفوي، الشعب الفلسطيني خرج من مخيم برج البراجنة، مخيم الشهداء، ليقول لترامب إن هذه الصفقة لن تمر"، مضيفاً: "شعبنا شعب مقاومة، ونحن اخترنا خط مقاومة الصفقة".
وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، ويافطات رُسمت عليها خريطة فلسطين، وقال المتظاهر حسن الخطيب، لـ"العربي الجديد"، نحن "نحمل الخريطة لأن مشكلتنا هي الأرض والعاصمة والهوية والتاريخ".
وفي صيدا جنوبي لبنان، انطلقت مسيرة سيارة من حي الزهور، وجابت شوارع المدينة، رفضاً لـ"صفقة القرن"، ورفع المشاركون الرايات الفلسطينية وسط هتافات منددة بالعدو الإسرائيلي.
وبالتزامن، شهد مخيم عين الحلوة تظاهرة شعبية انطلقت من أمام مفرق سوق الخضار الشارع التحتاني رفضاً لصفقة القرن، وسط هتافات "لن تمر"، تأكيداً على الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة.
وفي مخيم البداوي شمالي لبنان، جابت تظاهرة شوارع المخيم، وشرعت مكبرات الصوت في الدعوة لرفض صفقة القرن، والمطالبة بالمقاومة المسلحة، وإلغاء اتفاقية "أوسلو".
كذلك دعت تظاهرة في مخيم نهار البارد شمالاً، إلى مقاومة قرار ترامب، وفتح الحدود لعودة اللاجئين.