وذكرت الصحيفة الأميركية، أن ضعف نسبة المشاركة يعني أن المصريين فقدوا الأمل في الحياة السياسية، "خصوصا أن كل التوقعات تشير إلى أن الانتخابات تم تحضيرها حتى تسفر عن فوز البرلمانيين الأوفياء للسيسي، الجنرال الذي قاد الانقلاب العسكري سنة 2013".
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن فئة الشباب "يصعب إقناعهم بالمشاركة في الانتخابات، وهم أكثر فئة تقاطعها"، مفسرة الأمر بالإحباط الذي أصاب الشباب في عهد السيسي، والتراجع عن المكاسب التي تم تحقيقها بعد ثورة 25 يناير وإسقاط نظام حسني مبارك سنة 2011.
وتوقعت الصحيفة الأميركية أن يتم التراجع عن الصلاحيات التي يتوفر عليها البرلمان بموجب الدستور، بما فيها عزل الرئيس المصري، مؤكدة أن نظام السيسي سيقوم فور تأسيس البرلمان بتعديل الدستور وسحب هذه الصلاحيات من البرلمان والرفع من صلاحيات الرئيس.
وأضافت الصحيفة أنه بعزل جماعة الإخوان المسلمين عن الحياة السياسية، "فإنه لا وجود لقوة سياسية منظمة قادرة على معارضة نظام السيسي"، التي زادت بأن المرشحين لانتخابات البرلمان الحالي يوجد المئات من بينهم ممن كانوا من رجال نظام مبارك، "وهؤلاء استفادوا من شبكة علاقاتهم وظلوا في أماكنهم ولم تتأثر أوضاعهم، رغم التقلبات التي عرفتها البلاد في السنوات الأربع الماضية". وعن حزب النور السلفي، أوضحت الصحيفة الأميركية أنه حتى وإن كانت له خلفية إسلامية، فإنه كان من مؤيدي الانقلاب العسكري بقيادة السيسي "وبالتالي فلا يمكن الحديث عن حزب إسلامي معارض للنظام الحاكم".
وبررت "نيويورك تايمز" عزوف المصريين عن المشاركة في الانتخابات بضعف الحماس لديهم، "لأنهم تعبوا من الوقوف لساعات أمام طوابير الانتخابات، وبعدها يتم إلغاء نتائج الانتخابات وإعادة إنتاج النظام"، وذلك في إشارة إلى الانقلاب العسكري الذي ألغى نتائج جميع الانتخابات والاستفتاءات التي شارك فيها المصريون بكثافة خلال الفترة الفاصلة بين سقوط نظام مبارك وانقلاب السيسي.
وأكدت الصحيفة أن الأوضاع الحالية في مصر "جعلت المصريين متأكدين من أن الانتخابات لن تغير في الأمر شيئا"، مشيرة إلى عجز الحكومة عن محاربة الفقر الذي يعاني منه الشعب المصري، وحل مشاكل مياه الصرف الصحي في العديد من المناطق المصرية، والنفايات التي تغرق فيها البلاد، "واكتفت الحكومة بمبرر محاربة الإرهاب لتخوض عملية القمع والقضاء على الإسلاميين".
اقرأ أيضا: اليوم الثاني للانتخابات المصرية: اشتباكات وشراء أصوات