أعادت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها اليوم طرح موضوع اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة مقتل السفير الأميركي لدى ليبيا، كريس ستيفنز، وثلاثة أميركيين آخرين، في هجوم شن على القنصلية الأميركية في بنغازي سنة 2012، وسط تحليلات بأن اللجنة لم تحرز أي تقدم منذ تشكيلها حتى اللحظة، وأن الهدف منها التأثير على حظوظ المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، في الانتخابات الرئاسية القادمة.
الصحيفة اعتبرت أن التحقيقات لن تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق ما يرغب به الجمهوريون: إدانة هيلاري كلينتون بشكل شخصي بالحادثة، باعتبارها وزيرة للخارجية آنذاك.
وكتبت الصحيفة في هذا السياق "ربما لا يرغب جمهوريو مجلس النواب بحل لجنة التحقيق في حادثة بنغازي، لكن يجب عليهم على الأقل اختيار اسم جديد لحملتهم المضحكة، والتي كلفت دافعي الضرائب 4.6 ملايين دولار، بدلا عن تسميتها مساءلة هيلاري كلينتون".
واعترف النائب عن ولاية كاليفورنيا، كيفن مكارثي، بأن الهدف من عملية التحقيق هو الإطاحة بهيلاري كلينتون، في زلة لسان معبرة.
"الكل كان يعتقد بأن هيلاري كلينتون لا تقهر... أليس كذلك؟"، ويواصل مكارثي "لكننا شكلنا اللجنة الخاصة ببنغازي ... ما هي فرصها للنجاة اليوم؟".
ويضيف مقال الصحيفة "صحيح أن القانونيين يعانون من التعسف تجاه تحقيقاتهم لغايات سياسية، لكن الجهود المنصبة على تحميل هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في ذلك الوقت، المسؤولية الشخصية عن الحادثة فقدت كل مصداقيتها... بل أصبحت تسيء لذكرى الضحايا الأميركيين".
الصحيفة أوضحت أن حادثة مقتل السفير الأميركي وزملائه تم التحقيق فيها من قبل لجان برلمانية مختلفة، ولجنة مستقلة فوضت من وزارة الخارجية، "مراجعات الحادثة أثبتت وجود أخطاء منهجية في وزارة الخارجية، لكنها لم تجد أي دليل يدين السيدة هيلاري كلينتون بشكل مباشر على الهفوات الأمنية التي حدثت"، وأضافت "لكن هدف الجمهوريين هو عرقلة حملة هيلاري الانتخابية".
أدم شيف، النائب الديمقراطي من كاليفورنيا، قال في تصريح للصحيفة "لا شيء يبرر طول مدة عمل اللجنة أو تكاليفها". ويقول إنه طالب بحلها، مضيفا: "نحن لا نملك أي شيء لنقوله لعائلات الضحايا أو الأميركيين".
وأضاف المقال "حددت اللجنة موعد 22 أكتوبر/تشرين الأول القادم للاستماع إلى شهادة هيلاري كلينتون، جلسة الاستماع هذه ستعطي الجمهوريين فرصة أخيرة للنيل من مصداقية ونزاهة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية. لكن هذا لن يضيف أي شيء لجعل الأميركيين أكثر أمانا في عبر الحدود، ولن يقدم أي مساعدة لأهالي القتلى الأربعة في هجوم ليبيا".
وختمت الصحيفة بالقول "يجب أن تكون جلسة الاستماع القادمة هي الطلقة الأخيرة لدى اللجنة التي لم تحقق أي شيء ... إذا أراد الجمهوريون المضي قدما والاستمرار في عملية التحقيق، يجب أن يتوقف الديمقراطيون عن المشاركة في هذه المسرحية الهزلية".
اقرأ أيضا: العدل الأميركية تؤكد حق كلينتون بمحو رسائلها الإلكترونية الخاصة