انتخب الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، اليوم الأربعاء، السيناتور جون ثون من داكوتا الجنوبية زعيماً للأغلبية في الكونغرس المقبل ليحل محل ميتش ماكونيل، الزعيم الأطول في الخدمة بالمجلس. ولجأ الأعضاء إلى جمهوري تقليدي من المدرسة القديمة نفسها في هذه الهيئة التي تقدر الخبرة والأقدمية. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، انتصر ثون بأغلبية 29 صوتاً مقابل 24 صوتاً، على السيناتور جون كورنين، بينما خرج السيناتور ريك سكوت من المنافسة في جولة سابقة بعد أن حصل على 13 صوتاً فقط. فيما قالت صحيفة واشنطن بوست إن الأعضاء رفضوا ما وصفته بـ"حملة الضغط الخارجية من حلفاء دونالد ترامب في انتخابات الاقتراع السري".
وقدم سكوت نفسه على أنه مرشح ترامب في السباق، وكان أكثر انحيازاً إلى حركة الرئيس المنتخب دونالد ترامب (جعل أميركا عظيمة مرة أخرى)، وحصل على التأييد من شخصيات رئيسية من حلفاء ترامب، على رأسهم إيلون ماسك، والسيناتور ماركو روبيو من فلوريدا والسيناتور مايك لي من يوتا، والمعلق اليميني تاكر كارلسون، والمرشح الجمهوري السابق للانتخابات التمهيدية الرئاسية فيفيك راماسوامي. ولم يعلن ترامب تأييده لأي مرشح، لكن كان مطلبه الأساسي لزعيم الأغلبية التالي، السماح بتعيينات العطلة لتجاوز التصويت والدفع بسرعة بمرشحيه.
وجون ثون -البالغ من العمر 63 عاماً- ثاني أكبر جمهوري في مجلس الشيوخ، ونُظر له باعتباره الخيار المؤسسي لخلافة الزعيم الحالي. وكان ذراع ميتش ماكونيل اليمنى، وعضو قديم في فريق قيادة مجلس الشيوخ. وقال عقب انتخابه على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "فخور للغاية لأنني حصلت على دعم زملائي لقيادة مجلس الشيوخ في الكونغرس 119، وبالعمل الذي قمنا به لتأمين أغلبيتنا والبيت الأبيض. هذا الفريق متحد وراء أجندة الرئيس ترامب، وعملنا يبدأ اليوم". وبحسب تقارير، طمأن ثون أعضاء مجلس الشيوخ في اجتماع مغلق إلى أنه سيعمل جنباً إلى جنب مع الإدارة الجديدة، ولن يتعارض مع ترامب حتى في قضايا مثل استمرار المساعدات الأميركية لأوكرانيا، التي يعارضها ترامب.
ووعد ثون بفتح قاعات مجلس الشيوخ لمزيد من المناقشات والتعديلات، والاجتماع بانتظام مع رئيس مجلس النواب، وأكد في مقال له في فوكس نيوز، الحاجة إلى الوفاء بوعود ترامب للناخبين من أجل الحفاظ على التحالف متعدد الأعراق والأجناس الذي فاز به، وقال: "إذا فشلنا في الوفاء بأولويات الرئيس ترامب، فسنخسر دعمهم. لقد وثقوا بنا ومنحونا أصواتهم، والآن يتعين علينا أن نبدأ العمل".
وكانت العلاقة متوترة في الماضي بين الطرفين في الماضي، كان أول انتقاداته لترامب في 2005 إبان ترشحه الأول في الانتخابات التمهيدية للرئاسة، والتي أدلى خلالها بتصريحات فظة وجنسية تجاه النساء، وسبق أن انتقد دور ترامب في الهجوم على الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني 2021، وقال آنذاك، إن "جهود الرئيس لتعطيل الانتقال السلمي للسلطة غير مبررة"، وصوّت لصالح لتصديق على النتائج. غير أن علاقتهما تحسنت في الأشهر الأخيرة، كذلك زار ترامب في منتجه، وتحدثا منذ أيام.
وقال في تصريحات له أخيراً إنه تحت قيادته سيعمل الجمهوريون بسرعة على تمرير ترشيحات ترامب القضائية وتعيينات مجلس الوزراء، بما في ذلك التعيينات خلال العطلة إذا لزم الأمر لتجنب العقبات الديمقراطية. لكن التحدي الذي سيواجهه موازنة مطالب المحافظين التقليديين مع النفوذ المتزايد للشعبويين المتحالفين مع ترامب في الحزب.
وحصل جون على شهادته الجامعية من جامعة بيولا ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ساوث داكوتا، وفي عام 1989 عمل مديراً تنفيذياً للحزب الجمهوري في داكوتا الجنوبية. وفي عام 1996 فاز بأول فترة له عضواً في مجلس النواب الأميركي عن داكوتا الجنوبية، واستمر لثلاث دورات. وانتخب عضواً بمجلس الشيوخ منذ 2004، ويشغل حالياً منصب رئيس الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ، وهو المنصب الثاني في قيادة الحزب الجمهوري بالمجلس، وشغل سابقاً منصب رئيس لجنة السياسة الجمهورية في مجلس الشيوخ من عام 2009 إلى عام 2011 ورئيس مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ من عام 2012 إلى عام 2018.