عرف تاريخ كرة القدم العديد من حراس المرمى الذين اشتهروا بتصرفاتهم الغريبة والمضحكة في آن، فمنهم مَن نال شهرته من خلال تصديه للكرات وحماية مرماه بطريقته الخاص، ومنهم مَن اشتهر بكثرة خروجه من عرينه وتحوله لمهاجم يجيد المراوغة وحتى التسجيل، واستحق البعض الآخر منهم لقب الحارس غريب الأطوار، وكل ذلك صبّ في صالح اللعبة وتاريخها، وكان واحداً من أهم أسباب انتشارها وتربّعها على عرش الرياضة الأكثر شعبية في العالم.
وفي هذا التقرير نستعرض أبرز عشرة حراس مرمى اشتهروا بتصرفاتهم الغريبة في المستطيل الأخضر.
العاجي أبو بكر باري
يعتبر الحارس المخضرم لمنتخب ساحل العاج أبو بكر باري واحداً من الجيل الذهبي لمنتخب الأفيال، ورغم أنه فشل في الفوز بلقب كبير، لكن بعض أفعاله الغريبة في ملاعب كرة القدم كانت تعطيه شهرة غير عادية. ففي مباراة ساحل العاج أمام اليونان في كأس العالم الأخيرة التي احتضنتها البرازيل، نجح منتخب ساحل العاج بتسجيل هدف، لكن الفرحة الغريبة التي عبّر عنها الحارس أبو بكر كانت حين ارتمى على الأرض والتقط بفمه بعض العشب ثم توجه لشباكه واقترب من الكاميرا التلفزيونية وبدأ بمضغ العشب بطريقة مضحكة!
كما تصرّف الحارس بطريقة غريبة أيضاً خلال إحدى مباريات الدوري البلجيكي، حيث سقط على الأرض مدعياً الإصابة، ثم نهض بشكل مفاجئ وتلاسن مع اللاعب الذي تسبّب في سقوطه قبل أن يعود مجدداً إلى السقوط دون أن يلمسه أحد!
البولندي فويتشخ ستشيزني
يبرز الحارس البولندي فويتشخ ستشيزني، حارس مرمى أرسنال، بشكل لافت، لدرجة جعلت الصحافة الإنجليزية تطلق عليه لقب "المجنون"، فهو مجنون في تدخلاته وبارع جداً في تصديه للكرات التي يعتقد المتابع بأنها ستدخل الشباك لا محالة. وقد قدّم تصرفات غريبة بعض الشيء، منها تقبيل قدم لاعب ارسنال فان بيرسي، والتقاطه صورة "سيلفي" مع زملائه في أرض الملعب، بهدف السخرية من لاعبي توتنهام هوتسبير بعد فوز أرسنال في الديربي. كما أن لديه رصيداً وفيراً من الاحتفالات الغريبة بالانتصارات. فذات مرة التقطته كاميرات الفيديو يجلس في مرماه لشرب الماء أثناء سير المباراة!
الألماني أوليفر كان
اشتهر الحارس الألماني المعروف أوليفر كان ببعض التصرفات التي أثارت الجدل في ملاعب الكرة الأوروبية والعالمية، رغم اعتباره واحداً من أهم حراس المرمى في تاريخ اللعبة، حيث اشتهر بالعنف والغضب السريع، فتوجه في مباريات كثيرة بالضرب المتعمّد للاعبي الفريق الخصم بسبب عصبيته الزائدة. وقد توجه في إحدى مباريات الدوري الألماني ضد بوروسيا دورتموند في موسم (1999) الى اللاعب هيكو وشدد قبضته على رقبة اللاعب، بطريقة استهجنها كثيرون. كما لا ينسى المتابعون ركلة الـ"كونج فو" التي أطلقها على اللاعب ستيفان شابويزا، في اعتداء صريح عليه، ناهيك عن جرأته في ضرب أي لاعب يحتك معه على مرأى من الحكام!
الألماني ينس ليمان
لا يمكن نسيان التصرفات التي فعلها الحارس الألماني لفريق أرسنال، ينس ليمان، حيث قام بتصرف غريب ذات مرة لم يصدقه المشاهدون من هول الصدمة. ففي إحدى مباريات ارسنال بدوري أبطال أوروبا، ترك الحارس مرماه إلى ما وراء لوحات الإعلان خلف المرمى وبدا وكأنه جالس للتبوّل، بينما كانت المباراة تجري قبل أن يندفع الى مرماه لتفادي إحدى الهجمات، في مشهد التقطته عدسات الكاميرا والفيديو وأثار استغراب كل متابعي المباراة آنذاك!
الكونجولي روبرت كيديابا
اشتهر الحارس الكونجولي روبرت كيديابا برقصته التي يؤديها بعد تسجيل الأهداف، وهي الحركة التي كانت سبباً في شهرته في وقت لاحق، وبما أن للأفارقة طرقاً خاصة في الاحتفالات، فقد ابتكر الحارس طريقة غريبة في التعبير عن فرحته.
الحارس، ذو التسريحة الغريبة، اعتاد الرقص وهو جالس على الأرض ويقفز "جالساً" بطريقة مضحكة وغريبة أثارت الاهتمام في القارة الأفريقية مع تسجيل كل هدف سواء مع منتخب بلاده أو مع فريقه المازيمبي.
حارس زيمبابوي بروس جروبيلار
قد يكون الوصف الأكثر دقة لحارس فريق ليفربول، بروس جروبيلار، أنه ممثل كوميدي وليس لاعب كرة قدم؛ لأن حارس الفريق الإنجليزي القديم كان مشهوراً بحركاته المضحكة وأشهرها ما فعله في تسعينيات القرن الماضي خلال مباراة ليفربول وروما الإيطالي خلال ضربات الجزاء الترجيحية التي آلت لفريقه في النهاية، فقام الحارس بتحريك يديه وقدميه أثناء تنفيذ لاعبي روما ركلات الترجيح بطريقة مضحكة أثارت ضحكات الجماهير لكنه نجح في تشتيت أذهان لاعبي الخصم الذين تناوبوا على إضاعة الركلات ليفوز لبفربول دون أن يصد الحارس أي ركلة.
كما اشتهر الحارس بطريقة صدّه الغريبة للكرات المسددة على مرماه، حيث غالباً ما يفشل في التصدي رغم سهولة بعض التسديدات في أحيان كثيرة، لكنه يحظى بالحب من قبل نادي ليفربول ومحبيه!
الباراجوياني لويس تشيلافيرت
لا يمكن نسيان الحارس الباراجوياني الكبير لويس تشيلافرت، الذي كان بمثابة القائد الحقيقي، وهو الذي تميّز بأنه واحد من الحراس الأعلى تهديفاً في تاريخ اللعبة والمباريات الدولية، ليس من حيث الأهداف التي سجلت في مرماه ولكن العكس، وأول حارس في التاريخ يسجل ثلاثية (هاترك).
وامتاز شيلافيرت بعدوانيته في كثير من الأحيان، وتورط في مشادات وشجارات، وهو الذي اشتهر بأنه الحارس الذي يركض من مرماه إلى ما بعد منتصف الملعب لتنفيذ إحدى الركلات الحرة التي تألق بتسديدها أو حتى ضربة ركنية، ثم يعود مسرعاً إلى الخلف لتغطية مرماه، بل إنه في إحدى المباريات استغلّ كرة ثابتة فأرسلها طويلة المدى باغتت حارس الخصم ولاعبيه وهزت الشباك.
الأسترالي مارك بوسنيتش
لم تكن الحالة التي يظهر عليها الحارس الأسترالي مارك بوسنيتش، الذي بدأ مشواره مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، توصف بالطبيعية، لأن الحارس اشتهر بلباسه الغريب والملوّن بالألوان التي تطغى على بدلة الحارس التي يرتديها، أضف على ذلك المشاكل التي كان يعاني منها في ما يخص وزنه الزائد الذي تسبّب بعلاقة متوترة مع السير أليكس فيرجسون.
ويعود ارتفاع وزن اللاعب، الذي اشتهر به، خصيصاً بسبب عادات الأكل السيئة التي أثارت الجدل في مشواره وتسببت في ظهوره الخجول في أحيان أخرى، حيث طالب فيرجسون اللاعب بضرورة الحفاظ على وزنه الطبيعي كلاعب لكن من جدوى!
المكسيكي خورخي كامبوس
اشتهر الحارس المكسيكي خورخي كامبوس بلباسه الملوّن والغريب الشبيه بالأعمال الفنية، ومغامراته في الخروج من منطقة الجزاء وترك مرماه، لدرجة أنه يلعب في أحيان كثيرة كمهاجم مع وجود لاعب بديل يقف في مكانه لتفادي هدف مفاجئ، لينجح إثر ذلك في تسجيل 38 هدفاً في مسيرته.
الكولومبي رينيه هيجيتا
مَن منّا لا يعرف الحارس الأكثر شهرة على الإطلاق وهو الكولومبي هيجيتا، الشهير بشعره الكثيف وصدّاته البهلوانية، ومراوغاته الفريدة، لدرجة جعلته يسجل العديد من الأهداف بلغت 41 هدفاً في مسيرته، وأكثر ما تسبّب بشهرته ذلك التصدي الشبيه بأسلوب "العقرب". ونجح الحارس في تكرار التصدي بهذا الأسلوب رغم كبر سنه وذلك في مباراة استعراضية في كولكاتا حيث كان يبلغ من العمر 45 عاماً.
لكن الحارس ارتكب أخطاءً تاريخية لا يمكن نسيانها. ففي كأس العالم بإيطاليا 1990، بالغ في المراوغة أمام مرماه ليسرق المهاجم الكاميروني، روجيه ميلا، الكرة منه ويرسلها في الشباك هدفاً صعق كولومبيا.