أصابت جائحة كورونا العالم كله ما عدا عشر دول هي: بالاو، وميكرونيزيا، وجزر مارشال، وناورو، وكيريباتي، وجزر سليمان، وتوفالو، وساموا، وفانواتو، وتونغا.
جميع هذه الدول جزر صغيرة في المحيط الهادئ، تعتمد بشكل رئيسي على السياحة. والإعلان عن خلوها من الوباء أمر جيد، لكن ذلك لا يجعلها جنة طوال الوقت. فبالنسبة للسياحة التي تلقت ضربة قاسية، هناك جحيم آخر.
في تقريرها تذهب شبكة "بي بي سي" إلى بالاو، هذه الدولة الصغيرة، المحاطة بالمحيط الهادئ ذي اللون اللازوردي التي لطالما تمتعت بسياحة مزدهرة.
في عام 2019، جاء 90 ألف سائح إلى بالاو، أي خمسة أضعاف إجمالي عدد السكان. مع الجائحة أغلقت حدود بالاو، منذ أواخر مارس/ آذار الماضي، ومع ذلك، فمن دون إصابة شخص واحد، بدا كأن الفيروس يجتاح البلاد.
ثمة فندق هو الأشهر يحمل اسم الدولة "فندق بالاو" الذي افتتح عام 1982، ولم يكن يوجد غيره وقتذاك. أغلق الفندق كما غيره من الفنادق. المطاعم خالية، ومحلات بيع الهدايا التذكارية مغلقة، ونزلاء الفندق الوحيدون يعودون للمقيمين في الحجر الصحي.
يقول بريان لي، المدير والشريك في ملكية فندق بالاو: "المحيط هنا أجمل بكثير من أي مكان آخر في العالم"، لكنه يشير إلى أن لا عمل لدى موظفيه، وقد احتفظ بهم جميعاً، وإن كان بساعات مخفضة. يقول: "أحاول إيجاد وظائف لهم من صيانة وتجديد وما إلى ذلك".
لكن الفنادق الخالية لا يمكن صيانتها وتجديدها إلى الأبد. يقول براين: "يمكنني البقاء لمدة نصف سنة أخرى".. ثم قد أضطر إلى الإغلاق".
على بعد حوالي أربعة آلاف كيلومتر شرقاً، عبر المحيط الهادئ الشاسع، لا تزال جزر مارشال أيضاً خالية من كوفيد. ولكن، مثل بالاو، لا تعني العدوى عدم وجود تأثير.
جزر مارشال
وجزر مارشال أقل اعتماداً على السياح من بالاو، بيد أن المشكلة الكبرى هي صناعة صيد الأسماك. فللحفاظ على البلاد خالية من كورونا، يتم حظر القوارب التي كانت في البلدان المصابة من دخول موانئ البلاد. يجب أن تقضي القوارب الأخرى، بما في ذلك ناقلات الوقود وسفن الحاويات، 14 يوماً في البحر قبل الدخول.
والتأثير واضح. تتخصص جزر مارشال في أسماك الزينة، وأكثرها شهرة هي أسماك "فلام أنجل"، لكن الصادرات انخفضت بنسبة 50٪، وفقاً لتقرير أميركي. وانخفضت شحنات سمك التونة الساشيمي بنفس المقدار. وتتوقع صناعات الصيد الأخرى انخفاضاً بنسبة 30٪ خلال العام.
إلى فانواتو التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة يقول لين تاريفوندا، مدير الصحة العامة وهو من جزيرة أمباي، إحدى جزر الأرخبيل وسكانها عشرة آلاف نسمة: "إذا تحدثت إلى الناس فإن الأغلبية تقول أبقِ الحدود مغلقة لأطول فترة ممكنة.. نحن لا نريد المرض وإلا فإنه محكوم علينا بالفناء".
ومع ذلك، سيكون لكورونا تأثير طويل الأمد. ففي يوليو/ تموز، أعلنت الحكومة عن خطط لإعادة فتح الحدود أمام دول أخرى "آمنة" بحلول الأول من سبتمبر/ أيلول. ثم صعدت الحالات في أستراليا ونيوزيلندا، وتم تأجيل الخطة.
سمحت الحكومة، أخيراً، لـ 172 عاملاً بالسفر إلى الإقليم الشمالي في أستراليا لمدة ستة أشهر لقطف المانجو. في حين أن التحويلات ستساعد، إلا أنها ليست كافية في بلد يأتي فيه ثلث الناتج المحلي الإجمالي من السياحة.
ولكن على الرغم من الحاجة إلى حدود مفتوحة، فإن فانواتو لن تتسرع في إعادة فتحها. ينظر تاريفوندا بقلق إلى بابوا غينيا الجديدة، التي كانت خالية تقريباً من كوفيد حتى زيادة حادة في أواخر يوليو/ تموز، ويقول: "إذا ظهر الفيروس، فمن المحتمل أن يكون كالنار في الهشيم.. وما نراه في بابوا غينيا الجديدة هو انعكاس لسبب قلقنا".