أعلنت مصادر حكومية ومنظمات محلية عن نزوح أكثر من 30 ألف نازح من بلدات الشرقاط والقيارة، مع استمرار المعارك التي تشنها قوات الجيش العراقي للسيطرة على مناطق جنوب الموصل، والتي انطلقت، منذ عدة أسابيع، بمساندة طيران التحالف الدولي.
وأشارت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية إلى استقبال كوادرها نحو4087 أسرة في مخيمات النازحين التي أقيمت في منطقة بيجي، مبينة أن هذه العوائل نزحت من النواحي والقرى التابعة لقضاء الشرقاط وقضاء القيارة بسبب العمليات العسكرية الجارية هناك.
وأعلن قائمقام قضاء الشرقاط، علي دودح، لـ"العربي الجديد"، أن آلاف الأسر النازحة من الشرقاط والقيارة، هربت من مناطقها سيراً على الأقدام مسافة ثمانية كيلومترات تحت أشعة الشمس الحارقة، مؤكداً "وفاة عدد غير معلوم من النازحين، بسبب الجوع والعطش والحر الشديد، من كبار السن والأطفال".
وعن الأوضاع الإنسانية داخل مدينة الشرقاط، أشار دودح إلى أن "السكان الذين لم يغادروا قضاء الشرقاط يعيشون وضعاً مأساوياً بسبب الحصار وقلة الغذاء وانعدام الخدمات".
وأعلن النائب، رعد الدهلكي، عضو لجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية في تصريحات صحافية "أن النازحين من مناطق جنوب الموصل بحاجة كبيرة للمساعدات، وهم يعيشون أزمة إنسانية صعبة للغاية".
ورجّح "وصول موجة كبيرة من النازحين، في الأيام القادمة، مع اقتراب المعارك من مركز قضاء الشرقاط، لذلك نناشد المحافظات القريبة وإقليم كردستان السماح بدخول النازحين لحين انتهاء العمليات العسكرية".
وقال النازح من أهالي الشرقاط، سعيد الجبوري، لـ"العربي الجديد": "وصلنا إلى منطقة ديبكة بعد أن مشينا سيراً على الأقدام لمسافات طويلة، ولم أجد خيمة تأويني وأطفالي، لذلك اضطررت لوضع عائلتي في مبنى إحدى مدارس المنطقة"، مضيفاً "أن مخيم ديبكة يعاني من شح المياه والغذاء وعدم توفر الخيم، ونناشد المنظمات الإنسانية والحكومية مساعدة العوائل النازحة".
على صعيد متصل، أكدت مصادر محلية وناشطون حقوقيون عراقيون، أن العملية العسكرية المستمرة في مناطق جنوب الموصل، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين من سكان بلدات الشرقاط والقيارة، بسبب القصف العشوائي والكثيف الذي تتعرض له هذه البلدات.
وأكد ناشطون مقتل 84 مدنياً بينهم نساء وأطفال، وجرح عشرات آخرين بقصف طيران التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي، الذي استهدف مناطق جنوب الموصل خلال العملية العسكرية.