حتى الآن خسرت شركة فولكسفاغن حوالى 20 مليار يورو "23 مليار دولار" في ظرف أسبوع واحد، ومنذ يوم الإثنين الماضي، وذلك من القيمة الدفترية لأسهمها التي هبطت بشكل حاد في بورصة فرانكفورت وفقدت حوالى 35% من أسهمها خلال تعاملات الأسبوع.
ويتوقع خبراء أسواق أن تتواصل خسارة الشركة خلال الأسبوع المقبل، حينما تبدأ التداولات من جديد على أسهمها. وستضاف هذه الخسارة إلى الغرامات المتوقعة في أميركا وأوروبا وآسيا والمتوقع لها أن تفوق 20 مليار دولار.
وهذا يعني أن خسائر شركة فولكسفاغن التي تعد ثاني أكبر شركة في العالم ومن بين أكثر الشركات نجاحاً، ربما تكون قد تجاوزت حتى الآن 40 مليار دولار، على أساس الغرامة المتوقعة في أميركا، والتي باتت مؤكدة مع اعتراف رئيسها التنفيذي في أميركا مايكل هوم بغش البرنامج لأجهزة الفحص.
وتم التعامل في سهم فولكسفاغن أمس، في جلسة منتصف النهار ببورصة فرانكفورت عند 117 يورو مرتفعاً قليلاً بنسبة 4.3%، بعد أن فقد حوالى 35% من قيمته خلال الأسبوع المنتهي.
وهنالك مخاوف واسعة أن تقود هذه الفضيحة إلى شبه انهيار لمبيعات الشركة خلال العام الجاري. وكانت الشركة قد تمكنت من تحقيق مبيعات بلغت 225 مليار دولار في العام الماضي 2014.
وتحركت شركة فولكسفاغن أمس لاحتواء الأزمة، حيث أعلنت عن فصل كبار مديريها، بما في ذلك الرئيس التنفيذي، وما يزال مجلس إدارة الشركة منعقداً وسط تكهنات واسعة بأن يُختار ماتيس مولر الذي يدير حالياً شركة بورشة رئيسا تنفيذيا جديدا للشركة، بعد الفضيحة التي هزت عرش الصناعة الألمانية.
اقرأ أيضاً: "فولكسفاغن" تنوي الكشف عن أسماء مسؤولي فضيحة الانبعاثات
وفي برلين، كشف وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت، أمس، أن شركة فولكسفاغن اعترفت بالغش بشأن انبعاثات عوادم سياراتها في أوروبا، مثلما فعلت في الولايات المتحدة.
وقال دوبرينت إنه من غير المعروف عدد السيارات المعنية في أوروبا، من بين 11 مليون سيارة حول العالم. وأضاف أن سيارات أخرى للشركة نفسها سيتم فحصها لهذا الغرض.
وتتعلق الفضيحة باستخدام الشركة برنامجاً إلكترونياً في الولايات المتحدة يقدم معلومات خاطئة بشأن انبعاث الغازات التي تنفثها العوادم.
وقال دوبرينت إنه علم أن سيارات الديزل 1.6 ل، و2.0 ل "شملها الغش بشأن انبعاث الغازات". كما شمل كذلك سيارات جيتا وبيتل وغولف موديلات أعوام 2009 إلى 2015، وباسات لعامي 2014 و2015، إذ تم تجهيزها ببرنامج يقدم معلومات غير دقيقة. وهذه السيارات ذات شعبية في أوروبا، كما في منطقة الخليج والسعودية.
وفيما تتفاقم أزمة فولكسفاغن ويصبح مستقبلها في خطر، قالت مصلحة المواصلات في بريطانيا إنها ستفتح تحقيقاً موسعاً في انبعاث الغازات التي تنفثها عوادم السيارات وسيشمل التحقيق، إضافة إلى فولكسفاغن، الشركات الأخرى التي تبيع سياراتها في بريطانيا. كما دعت المفوضية الأوروبية يوم الخميس جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيقات. وفي نيودلهي، أمرت الحكومة الهندية بإجراء تحقيق بشأن فضيحة فولكسفاغن.
ومن جانب آخر، قالت مصادر مطلعة إن المجلس الإشرافي لفولكسفاغن يناقش هيكلاً جديداً للشركة إضافة إلى اختيار رئيس تنفيذي جديد ليحل محل مارتن فينتركورن الذي استقال هذا الأسبوع.
اقرأ أيضاً: ثاني أكبر شركة سيارات في العالم تواجه خطر الإفلاس