بالإضافة إلى اهتمامها بنتاج سينمائيّ عربيّ شبابيّ ومستقلّ، تميّزت الدورة الـ9 (15 ـ 24 مارس/ آذار 2017) لـ"أيام بيروت السينمائية"، بمسألة أساسية، كشفها برنامج الأفلام الروائية الطويلة. فمن أصل 10 أفلام مُنتجة خلال عامي 2015 (فيلمٌ واحد) و2016، يتضمّنها البرنامج هذا، هناك 6 أفلامٍ، هي الأولى لمخرجيها.
والبدايات تكون حيوية وشغوفة وممتلئة برغبات وأحلام وهواجس. والأفلام الأولى تقع، أحياناً، في فخّ الثرثرة، التي تروي كلّ شيء، وتُخبر عن كل شيء، وتتناول المواضيع كلّها التي تهمّ صانعيها. لكن الأفلام الـ 6 تلك تمتثل للمعنى العميق لإبداع اللغة البصرية، المُكثّفة والمنصرفة إلى التوغّل في بعض تلك الهواجس والرغبات، بما يتلاءم وحِرفية الصنيع السينمائيّ، المرتكز على أسس البناء المشهديّ وسرديته، كما على اختيار موفّق للممثلين ومواقع التصوير والديكورات، وعلى جمالية التصوير والتوليف أيضاً.
والمواضيع ذاتية، تبتعد عن بلاغة الخطاب، لانشغالها بالمعاني التي توفّرها الصورة، أو الحوار المكثَّف، أو سلوك الممثلين في تأديتهم أدواراً مرتبطة بأحوالٍ فردية، في عالم عربيّ يعيش تحوّلات خطرة. والابتعاد هذا يُرافقه ابتعادٌ عن التحوّلات نفسها، وإنْ يُمكن إسقاط المرويّ بصرياً على راهنٍ مثقل بارتباك وقلق ومآزق.
لكن الراهن حاضرٌ، عبر استعادة ماضٍ لرفع غبنٍ، أو لتحقيق عدالة، أو لبحثٍ دؤوب عن أصول. والراهن غير سياسي، وغير مباشر، وغير معنيّ بطرح أسئلة الجماعة كجماعة، لاهتمامه بمآل أفرادٍ يسعون إلى خلاصٍ من انغلاق دوائر الحياة اليومية عليهم، وإنْ يعتمل في الدوائر هذه ضغط سلطة، أو تفكك اجتماع، أو انكسار حبّ.
فـ"بيت البحر"، للّبناني روي ديب، مهمومٌ بتلك العلاقات المتنوّعة، القائمة بين 4 شخصيات، تتخبّط بحبّ معلَّق، وشغف مثقل بانكسار وخيبة، وتوهانٍ في أروقة روح متعبة، وجسدٍ يتوق إلى اكتشاف معنى أسمى لحريته.
و"نحبَّك هادي"، للتونسي محمد بن عطية، منطلقٌ من رغبة في الانعتاق من سلطة أمّ، كي تستقيم أمور اليومي لشابٍ يعثر في امرأة جميلة على أجمل لحظات خلاصه المؤقّت.
و"آخر أيام المدينة"، للمصري تامر السعيد، يتوه في أزقّة القاهرة، ومسام الصداقات، وحطام الآنيّ، وتكاثر العوائق، وقسوة الحبّ.
و"ربيع"، للّبناني فاتشي بولغرجيان، يطرح أسئلة الأصل والحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة المفتوحة على المُعلَّق فيها.
بينما يرافق "أخضر يابس"، للمصري محمد حمّاد، دقائق اليوميّ المعتاد لشقيقتين، تواجهان عطلاً قاسياً في العلاقات العائلية، وفي ارتطام الواقع بمآسي المرض والموت اللذين يطالان، بشكل أو بآخر، الجسد والروح معاً.
أما "آخر واحد فينا"، للتونسي علاء الدين سليم، فمختلفٌ عنها كلّها، بانعدام كل حوار ناطق فيه، وباعتماد مطلق على أداء باهر لشخصية واحدة (جوهر سوداني)، في عبوره المتنوّع في الجغرافيا والروح، هو الساعي إلى خلاصٍ من بؤر الخراب في موطنه، والتائه في صقيع الطبيعة ومناحيها المختلفة.
اقــرأ أيضاً
والمواضيع ذاتية، تبتعد عن بلاغة الخطاب، لانشغالها بالمعاني التي توفّرها الصورة، أو الحوار المكثَّف، أو سلوك الممثلين في تأديتهم أدواراً مرتبطة بأحوالٍ فردية، في عالم عربيّ يعيش تحوّلات خطرة. والابتعاد هذا يُرافقه ابتعادٌ عن التحوّلات نفسها، وإنْ يُمكن إسقاط المرويّ بصرياً على راهنٍ مثقل بارتباك وقلق ومآزق.
لكن الراهن حاضرٌ، عبر استعادة ماضٍ لرفع غبنٍ، أو لتحقيق عدالة، أو لبحثٍ دؤوب عن أصول. والراهن غير سياسي، وغير مباشر، وغير معنيّ بطرح أسئلة الجماعة كجماعة، لاهتمامه بمآل أفرادٍ يسعون إلى خلاصٍ من انغلاق دوائر الحياة اليومية عليهم، وإنْ يعتمل في الدوائر هذه ضغط سلطة، أو تفكك اجتماع، أو انكسار حبّ.
فـ"بيت البحر"، للّبناني روي ديب، مهمومٌ بتلك العلاقات المتنوّعة، القائمة بين 4 شخصيات، تتخبّط بحبّ معلَّق، وشغف مثقل بانكسار وخيبة، وتوهانٍ في أروقة روح متعبة، وجسدٍ يتوق إلى اكتشاف معنى أسمى لحريته.
و"نحبَّك هادي"، للتونسي محمد بن عطية، منطلقٌ من رغبة في الانعتاق من سلطة أمّ، كي تستقيم أمور اليومي لشابٍ يعثر في امرأة جميلة على أجمل لحظات خلاصه المؤقّت.
و"آخر أيام المدينة"، للمصري تامر السعيد، يتوه في أزقّة القاهرة، ومسام الصداقات، وحطام الآنيّ، وتكاثر العوائق، وقسوة الحبّ.
و"ربيع"، للّبناني فاتشي بولغرجيان، يطرح أسئلة الأصل والحرب الأهلية اللبنانية والذاكرة المفتوحة على المُعلَّق فيها.
بينما يرافق "أخضر يابس"، للمصري محمد حمّاد، دقائق اليوميّ المعتاد لشقيقتين، تواجهان عطلاً قاسياً في العلاقات العائلية، وفي ارتطام الواقع بمآسي المرض والموت اللذين يطالان، بشكل أو بآخر، الجسد والروح معاً.
أما "آخر واحد فينا"، للتونسي علاء الدين سليم، فمختلفٌ عنها كلّها، بانعدام كل حوار ناطق فيه، وباعتماد مطلق على أداء باهر لشخصية واحدة (جوهر سوداني)، في عبوره المتنوّع في الجغرافيا والروح، هو الساعي إلى خلاصٍ من بؤر الخراب في موطنه، والتائه في صقيع الطبيعة ومناحيها المختلفة.