فقبل هذا القرار، الذي أعقبته تصريحات لاذعة من طرف المسؤولين الإسرائيليين، سمحت واشنطن بتمرير 64 قرارًا منذ عام 1967، من ضمنها قرارات تتضمّن إدانات مباشرة لانتهاكات إسرائيلية ارتكبت، خلال سنوات الاحتلال، وقرارات أُخرى لم تكن في صالح سياسة إسرائيل التوسّعية، الطّامحة إلى تقويض أيّ حلّ يفضي لقيام دولة فلسطينية مستقلّة.
في المقابل، لم تتوانَ واشنطن في استخدام "الفيتو" لصالح إسرائيل في 42 مناسبة، منذ عام 1967، آخرها، للمفارقة، كان قراراً بإدانة الاستيطان، واعتبار المستوطنات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 "غير شرعيّة"، وقد طُرح القرار للتصويت عام 2011، وأجمعت دول المجلس على تأييده باستثناء الولايات المتّحدة.
كما صوّتت واشنطن ضدّ قرار يقضي بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال في ديسمبر/كانون الثاني 2014، لكنّها لم تضطر لاستخدام "الفيتو" في حينها، لعدم بلوغ عدد الأصوات المؤيّدة النصاب اللازم لتمرير القرار.
واللافت أن أكثر القرارات التي اعتبرت في غير صالح إسرائيل قد مرّرت أثناء ولاية الرئيس الجمهوري، رونالد ريغان، بين عامي 1881 و1889، في الحقبة التي شهدت حرب لبنان، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وفي مقابلهما، بدء تبلور "مشروع السلام" في المنطقة.
وقد اعتُمدت 9 قرارات في فترة الرئيس، ليندون جونسون، أبرزها قرار 242 الشهير، بعد حرب حزيران عام 1967، ويقضي بانسحاب إسرائيل من "أراضٍ" (وفق النسخة الإنكليزية)، احتلّتها أثناء الحرب.
وتمّ تمرير 7 قرارات في عهد الرئيس الأسبق، ريتشارد نيكسون، أبرزها القرار 271 الذي أدان حرق الأقصى.
وأثناء ولاية جيرالد فورد، تمّ تمرير 11 قرارًا، أبرزها القرار رقم 425، الذي دعا إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي احتلّتها بعد "عملية الليطاني".
أمّا في ما يخصّ القرارات التي مُررت في عهد ريغان، فقد بلغت 17 قرارًا، ولعلّ أبرزها القرار رقم 608 الذي أدان العدوان على تونس، بعد اغتيال "الموساد" الإسرائيلي خليل الوزير (أبو جهاد)، أحد قيادات الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، عام 1988.
أيضًا سمحت الولايات المتّحدة بتمرير 8 قرارات في فترة جورج بوش الأب، معظمها يتعلّق بشجب سياسة نفي المدنيين الإسرائيلية، في الفترة التي عمد فيها الاحتلال لإبعاد نشطاء الانتفاضة، وأبرزهم مبعدو مرج الزهور في جنوب لبنان.
وسجّلت إدارة بيل كلينتون تمرير 3 قرارات، أبرزها القرار رقم (1322)، الذي أدان "التصرف الاستفزازي في الحرم الشريف"، بعيد اقتحام مجرم الحرب، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، ساحة المسجد القدسي، واندلاع الانتفاضة الثانية.
واتّخذت 9 قرارات خلال ولاية بوش الابن، معظمها يعلق بالدعوة إلى "وقف العنف"، وتأييد خريطة الطريق للرباعية الدولية.
يبقى القرار (2334) الوحيد الذي سجّل في الفترة التي حكم فيها أوباما البيت الأبيض، وهي فترة اتّسمت بالركود السياسي على صعيد القضية الفلسطينية. لكن على عكس جلّ القرارات السابقة المتعلّقة بأحداث بعضها طارئ وبعضها مفصليّ في الصراع، يمسّ القرار الأخير جوهر المشروع الصهيوني: الاستيطان.