يزداد الوضع الإنساني في مدينة سراقب ومحيطها بريف إدلب يوماً بعد يوم تدهوراً، في ظل سياسة الأرض المحروقة التي تتعرض لها منذ أيام، ما تسبب بارتفاع نسبة النزوح إلى 80 في المائة من سكانها، الذين كان يزيد عددهم عن 54.
وأفاد مدير المكتب الإعلامي في المجلس المدني في سراقب، أمجد حج علي، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "نسبة النزوح ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الماضية، ولم يتبق أكثر من 20 في المائة من عدد الأهالي، غالبيتهم العظمى من الشباب"، مبيناً أن "النازحين يواجهون مصاعب كبيرة بتأمين سكن في مناطق النزوح، حيث وصل سعر إيجار البيت الواحد إلى 200 دولار أميركي في بعض المناطق".
كذلك أوضح أن "المدينة تعيش في شلل كامل، حيث لم يتبق فيها سوى بعض المواد الأولية، في حين يصل الخبز من الأفران في البلدات المجاورة، بعد توقف فرن المدينة عن العمل، وتوزع المياه على من تبقّى بواسطة الصهاريج"، لافتاً إلى أنه إذا نزح أصحابها ستكون كارثة على الأهالي.
وأكد أن "الحالات الصحية والجرحى يتم إسعافهم إلى البلدات القريبة التي ما زالت فيها نقاط طبية، بعد أن تم تدمير آخر مشفى في المدينة". وذكر أن "هناك تطوراً في الهجمة على المدينة ولأول مرة أمس الخميس تم استهدافها براجمات الصواريخ، ما تسبب في مقتل رجلين من النازحين، وشاب وأخته وأمه".
وفي ما يخصّ واقع النازحين بيّن أنه "لا يوجد شيء رسمي إلى الآن، كما لم يتواصل أحد معنا بخصوص تقديم أي نوع من المساعدات لعشرات آلاف النازحين، في حين أن قسماً منهم استأجر سكناً، ومنهم من ليست لديه القدرة على ذلك، ما يجعله يخرج من المدينة فجراً إلى الأراضي القريبة منها، ويبقى في العراء حتى المساء، إلا أن الطيران بدأ مؤخراً باستهداف المزارع والمشاريع الموجودة على أطراف المدينة، التي كانت تشكل ملجأ آمناً نوعاً ما لعدد من الأهالي".
وذكر أنه "حالياً توقف تقدم النظام من جهة الشرق اتجاه سراقب عند نقطة تل السلطان، التي تبعد نحو 15 كيلومتراً عنها، وأخد محور الشمال من طرف الحسينية باتجاه ريف حلب الجنوبي".
كذلك بيّن أن "القصف الجوي للطيران الحربي تسبّب بخروج محطة مياه كفر عميم بريف سراقب عن الخدمة، كما قصف مبنى المجلس المحلي وتم تدميره بشكل كامل".
وكان تقرير المجلس المحلي قد ذكر أن "حصيلة القصف على مدينة سراقب وأطرافها خلال شهر يناير/ كانون الثاني 2018 سجلت 80 غارة للطيران الحربي الروسي، و9 صواريخ محملة بالنابالم الحارق، و128 غارة كل واحدة تحمل على الأقل 4 صواريخ من الطيران الحربي الروسي رشاش SU25، و5 غارات بقنابل عنقودية، والطيران المروحي ألقى 27 برميلاً ولغماً بحرياً، وصاروخ أرض أرض يحمل قنابل عنقودية عدد 10".
كذلك بيّن أنه "قتل 30 رجلاً و4 نساء و6 أطفال، في حين أصيب 61 رجلاً و27 امرأة و26 طفلاً، كما أنه تم تدمير مركز الدفاع المدني، ومشفى عدي، وبنك الدم والمطحنة وسوق البطاطس، وسوق الهال ومرآب المجلس المحلي، وجامعين ووحدة المياه الغربية، والكثير من المرافق الخدمية والتعليمية والطبية وسيارات إسعاف، إضافة إلى دمار كبير في منازل المدنيين والممتلكات الخاصة".