تتعقّد الأمور وتكبر العراقيل بوجه الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة اللبنانية، حسان دياب، على وقع تخبّط الفرقاء السياسيين ولا سيما أولئك الذين اختاروه، ليطرح ذلك تساؤلات حول مدى إمكانيته القيام بهذه المهمة؟
ترتفع حظوظ رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري بإمكانية تكليفه مجدداً، عبر الاستشارات النيابية اليوم، لإعادة ترؤس الحكومة، والتي يبدو أن تشكيلها قد يستغرق أشهراً، بسبب الخلافات الكبيرة بين مختلف القوى السياسية.
فيما يواصل لبنان انهياره الاقتصادي، يعود المشهد السياسي إلى نقطة الصفر، مع بقاء سعد الحريري الإسم الأوفر حظاً لترؤس الحكومة، من دون إمكانية اتفاق الأفرقاء السياسيين على شكل الحكومة المنتظرة.
شهدت مناطق لبنانية متفرقة في الأيام الأخيرة، توترات متنقلة، اتخذ بعضها طابع الاعتداءات المباشرة من مناصري حزب الله وحركة أمل، وأخرى مواجهات حزبية. ليكشف ذلك عن رغبة لدى السلطة باستحضار مشاهد الحرب الأهلية كمحاولة جديدة لإنهاء الانتفاضة.
عندما رفع المحتجون في لبنان شعار: "نحن الثورة الشعبية وأنتم الحرب الأهلية"، لم يكن متوقع فعلياً أن يكون انعكاساً واضحاً للأيام التالية، ولاستعداد مَنْ في السلطة وراعيها الأبرز، أي "حزب الله"، لاستخدام كل الوسائل غير المشروعة لضرب حراك الشارع وثورته.
تحوّلت الذكرى الـ76 لاستقلال لبنان عن فرنسا اليوم الجمعة، إلى محطة باهتة للسلطة اللبنانية، التي اعتادت تنظيم العرض العسكري التقليدي في وسط بيروت، لكنها استعاضت عنه باحتفال رمزي في وزارة الدفاع.
على وقع تصعيد الشارع اللبناني، أمس الأحد، وصباح اليوم الإثنين، تحرك أكثر من طرف سياسي على خط ضرورة حلحلة أزمة تأليف الحكومة الجديدة، وتالياً إطلاق الاستشارات النيابية الملزمة بعد التوافق على شكل الحكومة واسم رئيسها.
قبل أمس، الأحد، أجمعت الأجواء بين الأحزاب السياسية الرئيسية على أن تحركات الشارع تراجعت، وأن الزخم بات محصوراً، وأن القدرة على إنتاج حكومة سياسية مطعمة ببعض الوجوه "المستقلّة" كافية لامتصاص غضب الشارع، قبل أن يعيد ليل أمس الجميع للمربع الأول.