لا شيء في الأفق يمكن أن يبشر بخير أو ببريق أمل في سورية، سوى ما ينبعث من صدور العاملين الصابرين في هذا الحقل، والمصرّين على السعي إلى العدالة إصرار القديسين، في مخاضات بائسة، تبتلع كل ما هو حق وعادل.
أمسك بي قائدهم بقبضة خشنة، سببت لي ألما في معصمي، طلبت منه أن يرخي قبضته قليلا، فأنا لا أحمل أي أداة للمقاومة، فنهرني بغضب شديد، وقال: "ولا.. نحنا ما منخاف، نحنا بناكل بشر".
تخيل أن سجن تدمر الذي دخله ما ينوف عن خمسة وثلاثين ألف معتقل، ولم يخرج منهم أكثر من سبعة آلاف، على أكثر تقدير، أنه كان معتقلا لهؤلاء وحسب، فقد استطاع حافظ الأسد أن يعتقل الشعب السوري برمته عقودا.