كاتبة وباحثة سورية، درست التاريخ والآثار في جامعة دمشق، عملت أمينة متحف حمص من 1988إلى 2009. من مؤلفاتها (حمص... لما اكتملت). نشرت دراساتٍ عن عمارة مدينة حمص القديمة.
يشير ظاهر الأمور بشأن سورية إلى تبدل مفاجئ في المواقف الدولية، بعد جريمة الثلاثاء الأصفر المريرة التي أصابت بلدة خان شيخون السورية، بلغت ذروتها بالضربة العسكرية التي وجهت إلى مطار الشعيرات السيئ السمعة.
في الحرب العالمية الثانية، بلغ استخدام الأسلحة الفتاكة مستوياتٍ غير مسبوقة، وشكّل استخدام القنابل الذرية ذروة التوحش، وهو عذر لا يزال مقبولا لدى القوى العظمى التي سجلت انتصارا مخزيا على الصعيدين الإنساني والأخلاقي، من دون أي بادرة خجل واحدة.
يبدو مصطلح البطل المنقذ قديماً وباهتاً، بل وغارقاً في الغيبية، لكن المستحيل الذي لن يتحقق هو نفسه الوهم الذي تتعلق بذيوله جموع الشباب في عالمنا العربي، دعماً لأحلامهم في الغد.
التنازل الكبير قادمٌ لامحالة، فالعالم الذي وقف يتفرّج على دم الشعب السوري، وهو يسفح على الطرقات والأرصفة، يتحضّر من جديد، ويعمل لبلوغ لحظة إعادة إنتاج الدكتاتور، ثم تقديمه من جديد بطلاً لم يسبقه إلى فعلته أحد، في التاريخيْن، القديم والحديث.
لا يمكن للمنادين بالتعقل أن يُحرزوا تقدّماً في مساعيهم، كون العقل يعتبر حالة مغيّبة أمام توقّد المشاعر المضطربة، لكن العمل على إدارة حواراتٍ لها أهداف محدّدة، تترافق مع وضع برامج مدروسة، تأخذ، بحسبانها، ضرورة دفع الجميع لاحترام الاختلاف، قد يفيد.