أخفقت إسرائيل في وقف تيار المقاطعة في العالم، ويظهر أن حركة المقاطعة تزداد قوة وتسجل نجاحات جديدة حتى في الساحة الأميركية، وباتت المقاطعة توضع في رأس سلم أولويات الدبلوماسية الإسرائيلية للخطورة التي توليها إسرائيل لهذه الحركة على الجانبين السياسي والرمزي.
ساهمت حالة السلطة المُشوهة والمقاومة في ظل السلطة، في تأسيس مجتمع مدني فلسطيني لم يدفع نحو المقاومة الشعبية بل اندمج في قواعد اللعبة المتوفّرة. وقد نتج عن هذه الحالة قيام سلطة وطنية فلسطينية لم تكن دولة ولا حالة مقاومة.
جاء تأسيس "التجمع الوطني الديمقراطي" وانقسام الحركة الإسلامية وأبناء البلد، نتيجة وضوح وُجهة كل من "منظمة التحرير الفلسطينية" و"إسرائيل" ومشروعهما؛ أي تهميش فلسطينيي الـ 48، مما أعاد تشكيل الخطاب السياسيّ الفلسطيني داخل الخط الأخضر.
وتنطلق الرومانسية من اعتبار التجربة السياسية لفلسطينيّي 48 تجربة يمكن محاكاتها للخروج من المآزق الفلسطينية. وتتعزّز هذه المفارقة بشكل مثير عندما تتعامل الحركة الوطنية مع فلسطينيي الداخل برومانسية، بينما تتعامل الحركة الوطنية في مناطق 48 مع الحركة الوطنية العامة ببراغماتية.
المنظمة غير قائمة بالنسبة لإسرائيل وهي منذ أوسلو لم تعد حتى تفاوضها، السلطة الفلسطينية تريحها من الأعباء التاريخية الثقيلة للحق الفلسطيني، وهي بالنسبة لها تمثل "المناطق المحتلة" عام 1967، بينما المنظمة تمثل رمزياً الوطن الفلسطيني كلّه.