في البدء لم تكن هناك فلسطين، كما لم تكن هناك إسرائيل، أو الأردن، أو سورية.. إلخ كانت هناك إمبراطورية عثمانية تستبد بهذه الأسماء كلها، والشعوب التي تنسب إليها.
الرابع عشر من أغسطس/ آب، للعام القبيح 2013، لم أحتج لمبادلة أكفي لأتذكر هذا التاريخ، ولا التاريخ الذي بعده بيومين، ففي هذا اليوم كان يرقد تحت المنصة، هامداً، أبو عبيدة كمال.. واسألوا أطفال الحي عن أبي عبيدة
في البداية، لم نجد بداية معلومة لمتسلسلة الرفقة هذه، إذ يبدو أنها تطول وتطول، لذلك آثرنا أن نختار للناس مثلاً فيه غنىً لهم، ولنا، عن الركض بحثاً عن صاحب السبق في هذا المضمار، فلم نجد أغنى مثلاً من صاحبة العصمة.
أنا لا أكره ذكرى الثورة، ولا أهرب منها، ولا ينتابني صرع تأنيب الضمير، تجاه من قتلوا في سبيلها، ومن سيقتلون، فلست أنا من قتلهم، كل ما ينتابني حين الذكرى هو شعور بالفخر أنني كنت جزءًا من هذا العمل النبيل.
لم يزل هناك ناس يؤمنون فعلاً بأن الشيخ حازم وحده، أو أن البرادعي وحده، وأحياناً أبو الفتوح، هو من كان حقيقاً بالاهتداء به، وأن سبب كل ما نحن فيه الآن، هو أننا كذبناه.
أتذكر الهتاف اليوم، وأتذكر ما كان ببالي، فلا أرى أيدي قطعت، إلا أيدينا، ولا أرجل كسحت، إلا أرجلنا، ولا رؤوساً تدلت، إلا رأس زينب، ورأس محمد، فيا للأيام!
نحزن لفراقك يا زينب، نأسف على القدس بعدك، لكن ما زال بنا أمل، ففي هذه الأثناء رجل من رجالات فلسطين أو امرأة، ينبش الأرض بأظافره، يبتغي نفقاً، يرتقيه إلى الأقصى.